*كيف أودعك أخي فرح*

 

ما زال صوتك في أذني وأنت في الطريق إلى عملية قسطرة طفيفة ظهيرة اليوم.
 قلت لي في طريقك إلى هناك انك تشعر بالغموض وسألوك هل أنت جاهز ومستعد للعملية... فترددت في الإجابة. 
 كنت تشعر بهذا المصير المحتوم.
كانت مكالمة وداعية بيني وبينك. 
وضعتَ الهاتف ورافقت طاقم المستشفى إلى غرفة لم تخرج منها. ذهبت إلى هناك وحدك مع أن كلّ الناس يحبونك.. 
لقد رافقتُك من أوّل سعلة. بعد الفحص الأول وخلال تواجدك في سريرك الذي لم تحبه هناك.
كانت قوة صوتك تتراجع وأنا أقول لك إنك أقوى من المرض. وإن التفاؤل هو بطاقتك للخروج من هذا الموقف. 
كنت أخشى أن لا يحتمل قلبك المرهف والرقيق التواجد في المستشفى وأنت كنت تتردد في إجراء فحص عادي.
قلت لك إن حالتك سهلة وانك ستتخطاها بالتفكير الايجابي لكنك كنت داخلك تعلم أن الحقيقة غير ذلك.
لست صديقي يا فرح. أخي أنت. لست زميلي. أخي أنت.
لا أستوعب أنك تغيب بهذه السرعة عنا. قبل أيام كنا معـًا. كلّ يوم كنا معـًا. في كلّ الأماكن.
لا يعقل أن يغيبك الموت دفعة واحدة. كان من المفروض أن يفعل ذلك تدريجيا. لنفهم ما يجري.
فرح، أخي الطيب. الخلوق. المستقيم. المرح. المبتسم. الصبور. المتفهم. الكريم. المحب لكل الناس.
يصعب عليّ وداعك لأني سأبحث عنك عند دخول المكتب. سأتصل بك من الطريق. سأبعث لك رسالة تلو أخرى. وسأسلم عليك قبل المغادرة. 
سأفتقد طيبتك. واستعدادك للتضحية من أجل غيرك وتفانيك لإسعاد الناس وكرم أخلاقك وضحكاتنا ونقاشاتنا وحبك لداليتك. دالية البلدة. ودالية الزوجة. 
رحمك الله أخي الحبيب أبا سليمان، فرح حلبي. 
أنت خسارة لا تعوض. وأنت ضحكة ستبقى معي. وأنت انسان يندر مثيله. 
لأختي ام سليمان ولأولادك سليمان أسيمة، أميمة ولكل أفراد العائلة أقدم إكليلا من الإنسانية الجميلة والأخلاق الكبيرة. 
لن أودعك يا أخي.. لأنك معي ستبقى..
نادر ابو تامر

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم