معلّمو مدرسة "يني" الثّانويّة يكرّمون الأستاذ أحمد الحاج 
بمبادرة من لجنة معلّمي مدرسة "يني" الثّانويّة، وبمشاركة إدارة المدرسة، نظّمت الهيئة التّدريسيّة في المدرسة، احتفالًا تكريميًّا للأستاذ الشّاعر، أحمد الحاج، الذي خرج إلى التّقاعد، قبل ثلاثة وعشرين عامًا، والذي ألّف نشيد المدرسة، عام 1999، وقد لحّنه الفنانان: فادي ونبيل عوض جريس. 
ومنذ تأليف هذا النّشيد، أصبح يُغنّى في كلّ حفل تخريج، وأخذ يثير اهتمام الطّلاب، فكانوا يطلبون الاطّلاع عليه، ممّا حذا بلجنة المعلمين إلى تكبير صورة النّشيد المكتوبة بخطّ الشّاعر بنسختها الأصليّة، وتعليق هذه الصّورة الفنيّة الأدبيّة، في غرفة المعلّمين، بشكل احتفاليّ، وبحضور الشّاعر أحمد الحاج، من أجل تكريمه، وتقديره على عمله المخلص والمتفاني، في خدمة المدرسة، والذي امتدّ من عام 1958، وحتّى عام 1996. 
جرى الاحتفال في غرفة المعلمين، ظهر اليوم، الخميس، 20 أيلول، 2018. افتتح الاحتفال الأستاذ إبراهيم الحاج، مدير مدرسة "يني" الثّانويّة، الذي رحّب بالأستاذ أحد الحاج القدوة التي لا تتكرّر، في عالم التّربية والتّعليم، خاصة، وفي المجتمع، عامة. وعدّد بعض الصّفات التي تميّز بها الأستاذ أحمد، والتي كانت تلفت اهتمامه مع زملائه الطّلّاب، ومنها: التّواضع رغم رفعة الإنسان، الالتزام بالنّظام واستغلال الوقت في العمل النّافع للطّلاب، الجديّة في الحصص، والصّداقة الطّيبة مع الطّلاب خارج المدرسة، الانتماء العميق إلى المدرسة وعدم التّغيب عنها، إلّا لسبب قاهر، نادر. وتمنّى الأستاذ إبراهيم موفور الصّحة ومديد العمر، ومواصلة العطاء للأستاذ أحمد الحاج. 
تلاه الأستاذ الشّيخ، فاروق صفيّة، الذي عبّر عن اعتزاز الهيئة التّدريسيّة بالمعلّم الذي ترك بصمة لا تُمحى في تاريخ مدرسة "يني". وعاد بالزّمن إلى أيّام الدّراسة، فذكّر الحضور بصفة المساواة في تعامل الأستاذ أحمد مع الجميع، وبأسلوب الحزم مع أقرب النّاس إلى الأستاذ أحمد، وبالعدل في التّقويم والتقييم، ممّا فرض الاحترام الشّخصيّ على البعيد، قبل القريب. 
وحضر الاحتفال الأستاذ صموئيل سعيد، مدير المدرسة السابق، وكان حضوره مؤثّرًا في نفوس الجميع، فرغم إصابته في رجله، والتي حدّدت من حركته، طيلة أشهر خلت، إلّا أنّه حضر بروح إيجابيّة عالية، وتحدّث معبّرًا عن اعتزازه بأستاذه أحمد الحاج، وباحترامه لدوره التّعليميّ والتّربويّ البارز في حياة المدرسة. وعاد الأستاذ صموئيل إلى أيام الدّراسة في الثّانويّة مذكّرًا ببعض الطّرائف اللّطيفة التي حصلت مع الأستاذ أحمد، وأكّد أنّ احترامه لأستاذه أحمد ازداد عندما اقترب من حياته الاجتماعيّة فاكتشف الإنسان دمث الخلق، كريم الأخلاق الكامن في شخصيّة الأستاذ الصّارم. وقد وعد الأستاذ صموئيل وصل المدرسة بجميل المشاركة في فعاليّاتها القادمة. 
وتحدّث الأستاذ إبراهيم شحادة، الذي تتلمذ على يدي الأستاذ أحمد، وزامله لاحقًا في العمل، وذكر الأستاذ إبراهيم أنّ ثقافة الأستاذ أحمد الواسعة كانت تلزمه أن يجتهد في القراءة والتثقف، من أجل حلّ المسائل اللّغويّة المعقّدة التي كان يطرحها عليه الأستاذ أحمد، ممّا ساهم في سعة ثقافته هو، وأكّد أنّ هذا التّلاقح الثّقافيّ يستحق التّمجيد. وأعلى الأستاذ إبراهيم صفات الأستاذ أحمد الشّخصيّة كالجديّة، الهيبة،  والالتزام، والإخلاص، والوفاء لرسالة التّربية والتّعليم، التي فرضت على المحيطين به الاحترام والتّقدير. 
تلته المعلّمة سلمى فرح، التي عبّرت عن مشاعرها الخاصّة المعطّرة بالعرفان، والمضمّخة بالامتنان للإنسان الذي يستحضر شخصية والدها، كلّما رأته. كما قدّرت تفاني الأستاذ احمد بعمله، مذكرة ببعض الذّكريات الجميلة، من أيّام زمالة التّعليم. 
وتحدّثت المعلّمة جولييت لاذقاني، التي لاحقت خطوات تنفيذ هذه المبادرة مع زملائها في لجنة المعلمين، فسردت علامات الإخلاص في عمل الأستاذ أحمد، التي لاحظها أهل القرية، فكانوا يقيسون عقارب السّاعة بغدوه إلى المدرسة، ورواحه منها. وتمنّت دفء التّواصل الحميم مع الأستاذ أحمد، بما يعود بالفائدة على المدرسة وأجيالها المتعاقبة. 
كما تحدّثت المعلّمة هالة حديد، التي احترمت شخصيّة الأستاذ أحمد، رغم عدم معرفتها الشّخصيّة له، ولكنَّ ما سمعته من زملائها، كان كافيًا ووافيًا، لكي تقدّر هذه الشّخصيّة، كما تحدّث الأستاذ فهد جريس مفاخرًا بالأستاذ أحمد، ماضيًا وحاضرًا، وثمّن حضوره الكريم إلى المدرسة. 
ثمّ تحدّث المحتفى به، الأستاذ أحمد الحاج، فأعلى من شأن هذه الخطوة التي بادرت إليها المدرسة، ومن الأمور المؤثّرة التي قالها، إنّ هذه هي المرّة الأولى، منذ 23 عامًا، هي سنوات تقاعده، يزور المدرسة، وهو يرفعها إلى مقام الموطن الأوّل، ممّا يزيد من معاناته الدّاخليّة نتيجة هذا البعد القسريّ، بحكم ظروف ماضية ولّت وتبدّلت بأحسن منها. وعبّر عن تأثّره بالأجواء التّربويّة، الحميمة، الصّادقة التي سادت اللّقاء. ووجّه بعض النّصائح للزّملاء، مكمّلي الطّريق، مستخلصة من تجربة حياته المهنيّة الشّخصيّة. وتمنّى للمدرسة الرّفعة والتّقدّم والتّطوّر، فهذا ما يطيل العمر، ويملأ القلب بالسّعادة الحقيقيّة. 
وقدّمت لجنة المعلمين، بواسطة الأستاذ إبراهيم شحادة، شهادة تقدير للأستاذ أحمد، تعبيرًا عن تقدير الهيئة التّدريسيّة لعطاء الأستاذ أحمد المتميّز طيلة عقود من العمل المتفاني. وانتهى اللقّاء بأجواء عائليّة حماسيّة دافئة تعمّق الانتماء إلى هذه المدرسة العريقة. 
 

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم