ألوحدة قوة -بقلم الدكتورمحمد حسن الشغري- كفرياسيف  
شهدت المجالس والسلطات المحلية العربية في البلاد اضرابا في الأسبوع الماضي بحيث توقفت الخدمات المقدمة من هذه السلطات الى المواطن وكانت المكاتب في هذه المجالس موصدة  (على الرغم من أزمة وجائحة كورونا) وان هذه الخدمات  معطلة  بسبب الفيروس الذي اجتاح  دول العالم  قاطبة  وشلَ  هذه  الخدمات المقدمة  للمواطن  على الرغم من كثرة او قلة  شموليتها،هذه  الإجراءات  تاتي  تنفيذا لقرار اللجنة القطرية  لرؤوساء السلطات المحلية  العربية  احتجاجا  على استمرارية  الإهمال  والمماطلة في  تنفيذ القرارات  والوعود  التي قطعتها مختلف  الوزارات الحكومية  للمجتمع  العربي على نفسها لسد الضائقة  المالية  والعجز التي تعاني منه هذه السلطات  والتي  أضحت  في أوضاع  مادية  صعبة  وصعبة جدا في معظم الحالات  والحالة كما وصفها البعض من المقاولين من  ثانويين  واصليين  انهم  نفذَوا  بعض  الاعمال،ولكنهم لم  يتسلموا  المبالغ  المستحقة  لهم  من هذه  السلطات،والسبب  كما  وصفوه  ومن  الأجوبة  التي  تلقوها:لم  تحوَل  الحكومة  لنا  الميزانيات  التي  وعدنا  بها  لهذا  المشروع  وليس  بيدنا  ما نفعل؟فمنهم  من توقف  عن  التنفيذ  ومنهم  من ينتظر وسيحاول  من إضافة  الفوائد  والخسائر  التي  ربما تكبَد بعضها والحقيقة  انها"طاسة وضايعة"وحيث  اننا  لا نشهد مشاريع  كبيرة  وعظيمة  في  المجتمع  العربي  على  الاغلب،الا اننا  نريد  ان  نكون  على أمل  ان هنالك  بعض المشاريع وهي  ليست  بقليلة  لتنفذ  في البلدات والقرى والمدن العربية  للتطوير والبناء  والبنية  التحتية  وإقامة  المنشآت  والمباني والطرقات  والشوارع  وغير ذلك.
لقد قام  بعض الرؤوساء  وأعضاء الكنيست من "القائمة المشتركة"  وغيرهم  في المشاركة   ورفع  الشعارات  المطالبة  بتحقيق  حقوق  الأقلية العربية   في التظاهرة  التي  جرت  في  القدس  امام  مكتب  رئيس الوزراء نتنياهو وامام  الكنيست وأماكن أخرى  الشعارات  التي  نادت  بتحقيق  المساواة  وإزالة  الغبن  والاجحاف  وتوفير  الميزانيات  للقرى  والبلدات  في المجتمع  العربي  ليعيش  المواطن  بامن  وامان وسلم وسلام  مثله كغيرة من مواطني الدولة  اليهود  وإلغاء   القرارات  المجحفة  بحق المواطنين  العرب كقرار القومية  وكامنيتس  وقرارات  اتخذت  في الكنيست  لان حكومة يمينية  لا تريد  المساواة للعرب في هذه  الدولة  هي التي  تتبوأ  وتحل وتربط،كما  ان  المشاركين في هذه  الحكومة  لا يريدون الخير للمواطنين  العرب  ويعتبرونهم  طابور خامس  ولا يستحقون  المساواة،وعليه  جاء  قانون القومية  الذي  يصنَف العرب درجة  اللهم  كم؟وليس فقط درجة-ب- ناهيك  عن الإساءة  للغتنا  العربية  والتي  انكروا  انها  لغة  رسمية  في هذه  الدولة  وهمشوها  وهمشونا  وانقصوا  من قدرها،وتذكروا  القوانين  والأنظمة والتعليمات  وغير ذلك  من الأمور والتي من شانها فقط المس بنا  كمواطنين عرب أصليون  ومغروسون  في هذه  الديار وجذورنا  باقية  وهي في أعماق الأرض وترابها  كجذور شجرة  الزيتون الباقية الى الابد ولا يستطيع أي من زحزحتها  أو زحزحتنا،قوانين تفننوا  في اتخاذها في البرلمان الإسرائيلي  وباغلبيتهم  هم  لان هنالك  عدد ضئيل جدا من أعضاء  الكنيست  اليهود وحتى لو كانوا من الذين  نستمر  في تسميتهم من اليسار أو اليسار الديموقراطي هم يصوتون معنا  واحيانا بخجل،والمجتمع العربي ممثلوه كانوا قلة والحمد لله في هذه الانتخابات  توحدنا  وأوصلنا الى البرلمان 15ممثلا،لكن زاد تمثيل  اليمين في الكنيست وكما  قرأنا  هنالك نحو72 عضو كنيست  يدعم هذه الحكومة  ولا ندري  ما هي الإمكانيات المتاحة لممثلينا  من المساعدة وتمرير قوانين  في صالح  الأقلية العربية  في الكنيست أل-23 وعليه يجب العمل على زيادة عدد ممثلينا  في البرلمان  في  الدورة  المقبلة وزيادة عدد المشاركين في عملية الاقتراع بقدر نسبة  المصوتين  في الانتخابات للسلطات المحلية.
الشعارات التي رفعها المتظاهرون المشاركون في هذه العملية الاحتجاجية كانت معبرة عن المطالب فتوسيع رقعة البناء  وزيادة الميزانيات  وتحقيق  المساواة التامة وتوفير الخدمات من صحية وتعليمية وتربوية وثقافية ورفاه وخدمات ا جتماعية  ودعم الرياضة والموسيقى وذوي الاحتياجات الخاصة  والاهتمام  بهم  وبما هم بحاجة اليه،توسيع مسطح البناء وإتاحة المجال امام الذين  بحاجة الى إقامة منزل لهم  ولذويهم  وحل مشكلة الاكتظاظ وتوفير القروض الكافية والمتاحة للمواطن  العربي كاليهودي وبناء بلدة عربية  مثل ما هو موجود في المجتمع اليهودي  لانه منذ أكثر من سبعة عقود أقيمت قرى وبلدات ومدن يهودية،بينما  أقيمت  ولا قرية او بلدة عربية،والسبب هو التمييز العنصري المنتهج بحقنا  كأقلية عربية فلسطينية  والاستمرار في هذه السياسة وهذا النهج أليس كذلك يا ناس؟؟؟!!يريدوننا مهمشون لا حقوق لنا  ولا قوة وعليه  يتوجب علينا أن نكون يقظين متعاونين مع بعضنا البعض ومع جميع القوى التقدمية  اليهودية والتي تدعم  قضايانا اما كلها  أو بعضها  لانه  خير تعاون .لقد جرى ما جرى وأوصيتم عل بيني جانتس لتشكيل الحكومة بدون نتنياهو ولكن الأخير كان أكثر حنكة واستطاع شراء جانتس  وتفكيك حزب"كحول لفان"وشكَل حكومة  وسيعرضها  قريبا على الكنيست وطار العصفور من عشه وعلى الغالب بان هذه الحكومة سيكون عمرها قصير الا ان اختلفوا على المناصب  لكن كل ما يشترى بالمال ليس من الصعب حله،وبإمكان نتنياهو شراء كل من هو بحاجة اليه بالمنصب،ونحن كما تقول الجدَات على قلة عقلنا صدَقنا جانتس وقلنا ربما  هذه المرة تتحسن  الظروف،لكن عبثا وسيعملون على افشال كل ما  هو يعود بالفائدة على المجتمع العربي لأننا لسنا في عهد المرحوم يتسحاق رابين وسنوات التسعين عندما اعتمدت الحكومة على أصوات الممثلين العرب في الكنيست  وتحسنت أوضاع المواطنين العرب وشعروا بالتغيير الذي لم يدم طويلا اذ تمت عملية اغتيال رئيس الحكومة في حينه يتسحاق رابين على يد المجرم يغئال عمير وانفخت الدف وتفرق العشاق.!!!
بورك رؤوساء المجالس المحلية الدرزية والشركسية والذين هم أيضا باشروا في تنفيذ اضراب في مجالسهم المحلية واغلقوا الأبواب وتوقفوا عن تقديم الخدمات للمواطن ومرَ أسبوع  ونظموا و تظاهروا امام مكتب رئيس الوزراء نتنياهو في القدس  وامام  الكنيست  ورفعوا الشعارات المطالبة بالمساواة التامة  ووقف الاجحاف بحقهم وتوفير الميزانيات والوعود التي وعدوا بها من قبل الحكومة  لتطوير قراهم وبلداتهم  وكانت كلمات هامة  القيت  في هذه التظاهرات والمسيرات في منطقة يكنعام  والقدس وأماكن أخرى  وأعربت عضو الكنيست من يش عتيد-تيلم غدير مريح في كلمة هامة القتها بالمشاركين منددة بالتمييز المنتهج بحق الدروز والشركس والعرب وإلغا ء هذا التمييز وإلغاء قانون القومية  وقانون كيمنتس  وغير ذلك من القوانين المميزة بحقهم وأين المساواة التي تتحدثون عنها قالت عضو الكنيست مريح لقد كانت كلمة محترمة جدا بوركت يا غدير والى تعاون مشترك مع أعضاء الكنيست من "القائمة المشتركة"وبين اعضاء الكنيست التي انت تمثليه وأعضاء الكنيست من المشتركة،لحد الان لم تكن نتائج عن الاضراب الذي ينظموه هؤلاء الرؤوساء الدروز والشركس والعرب وكم كان حسنا لو كانت الجهود من الطرفين مشتركة  والتظاهرة مشتركة ربما مستقبلا،نحن نعرف عن التعاون والتنسيق بين اللجنتين،لكن كم هو جميل ان تكون تظاهرة واحدة لان الشعارات التي رفعت هي نفسها  والمطالب هي نفسها والغبن والاجحاف هو نفسه سواء كان ذلك للعرب أم الشركس أم للدروز المعروفيين ففي الوحدة قوة ولا يضاهيها قوة،لكن هذه الحكومة والحكومات المقبلة والسابقة  لا تهتم بنا  كمواطنين  عرب معروفيين دروز وشركس بغض النظر عن الدين ولون البشرة ألخ لأننا مصنفون عرب كلنا جميعنا درجة-ب- ان صدقت الوالدة كما يقولون!!!؟ونحن في هذا الشهر الفضيل  شهر رمضان المبارك شهر الخير والبركات نتمنى عودة الحياة الى مجاريها ولو تدريجيا،لكن بانتباه شديد وشديد جدا والاستمرار في    الابتعاد عن بعضنا البعض والانصياع الى الارشادات والتعليمات الضرورية للحفاظ على الصحة والحياة والوقاية خير من قنطار علاج  والاحتراس والانضباط ضروري جدا جدا   ولا تظنوا ان العودة الى المدارس سهلة،لا بل مشكلة  ويجب ان تتوفر جميع  الظروف  والامكانيات وهي على الغالب  غير متوفرة في المجتمع العربي مثلما هو في المجتمع اليهودي،لان مدارسنا  ليست كمدارسهم وينقصهم الكثير لكننا نحن ينقصنا الكثير الكثير،وأهم شيء العمل على الحفاظ على الابتعاد عن بعضنا البعض  لان المحبة  ليست فقط بالاحتضان  والقبلات وغيرذلك،بل الاهتمام بصحة ألآخرين ومناشدة لاصحاب المصالح من جزارين وغيرهم:لا تحاولوا رفع الأسعار واستغلال المواطن لأننا مقبلون على عيد فطر سعيد تقيدوا  بالرحمة  والمعاملة الحسنة ومحبة الناس والتوفير عليهم وليس العكس لأننا نشهد رفع أسعار الخراف واللحوم وعسى ان نكون مخطئين وكل رمضان وانتم بخير وعيد فطر سعيد وكل خير للجميع  وشدَة وبتزول ان شاء الله.
في الوحدة قوة والنضال المشترك هو ضروري لتحقيق  الاماني والمطالب وعسى أن يسمعنا  رئيس الحكومة نتنياهو ويستجيب لمطالب الرؤوساء العرب والدروز والشركس ويحصل المواطن على الخدمات الضرورية من سلطتهلم المحليه ويكون تجاوب  وتعاون بين الجميع فكلنا مواطنون في هذه البلاد  ونأمل ان يتحقق الامن والسلام الإسرائيلي- الفلسطيني وينفذ حل الدولتين فلسطين الى جانب دولة إسرائيل.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاره التي كتبت  ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير 

 

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم