العقل السليم - بقلم الأستاذ محمد حسن الشغري- كفرياسيف

قديما قيل "العقل السليم في الجسم السليم" ونحن نقول ربما هذا القول صحيحا ونضيف أحيانا هذا لا ينطبق على كل فرد او مجموعة من بني البشر،وهنالك أسباب ومسببات ليست بقليلة وبحاجة الى شرح طويل أحيانا ونحن نقول انه عندما كنا نتعلم حصة رياضة في المدرسة الابتدائية وكنا ننتظرها بفارغ الصبر وكان الكلام يدور في حينه على نوعية حصة الرياضة هذه هل هي كرة قدم ام الوان أخرى من الرياضة سيما وان الكرة غالبا ما تكون غير صالحة كليا وليست مملوءة بالهواء ونادر ما توَفر منفاخ مناسب وكنَا نحاول ملئ الكرة من عجلات الشاحنات الكبيرة والتي كانت تقف ويركنها أصحابها او السائقين بالقرب من المدرسة الابتدائية(العين الإعدادية اليوم) وكثيرا ما كنَا نتعاقب على تفريغ الهواء اما من قبل احد المعلمين واما علقة من قبل الاهل،وكانت هذه الحصة على الغالب الأخيرة السابعة او الثامنةنولم يكن هنالك معلم متخصص للرياضة درسها ويدرسها حسب الأصول،بل كانت حصة إضافية وفي بلدتي كفرياسيف بقي الوضع تقريبا على ما هو عليه الى سنوات الستين وكان التلاميذ يلعبون في حصة الرياضة والتي أعطوا لها اسما التربية البدنية كرة القدم والبنات كانوا يصرون على لعب كرة السلَة أو الكرة الطائرة(تقدمنا) أو لون آخر وحيث انه لم تكن هنالك اكثر من كرة واحدة كنا نحتار ونحاول التفتيش عن كرة ولو شبيهة بالكرة وتمضي الحصة لان المدرَس ليس متخصصا في التربية البدنية واحيانا كان معلم الزراعة يحولها الى حصة زراعة ويعطي البنات الكرة ويعدنا بالتعويض في المرة المقبلة،وهكذا كنَا،المهم هنالك حصة كرة قدم ونذكر من بين الذين احبوا تعليم الرياضة المرحومين جميل إبراهيم شحادي وانطون شحادي وجبران بولس وغيرهم ولا اريد ذكر أسماء أخرى لكي لا ننسى،ونشير بان حصة الرياضة كانت حصة متممة لوظيفة المعلم في حينه 36-38-40 ساعة أسبوعية مثلها مثل حصة الدين الإسلامي وبعد ذلك الدين المسيحي وتطور تعليم موضوع التربية الدينية ووصلت الى ما وصلت عليه اليوم.

وفي المدرسة الثانوية لم يكن هنالك ملعب مناسب بل كان التلاميذ يلعبون كرة القدم واحيانا كانت هذه الحصة الأولى أو الثانية ويعود التلاميذ الى الصف والعرق ينزل منهم فلا توجد حمامات ليغتسل التلاميذ او حتى أماكن لتبديل الملابس وهذا كله ينطبق على التلاميذ،وماذا بالنسبة للصبايا؟ يجلسون وينتظرون انتهاء الحصة،ونذكر انه قبل ان يتعلم المرحوم جمال كرَيم فرح في معهد-وينجيت-لم يكن هنالك مدَرس للتربية البدنية ةةمتخصص(لا نريد الدخول في تفاصيل أخرى حول من درَس رياضة ومن لا) وعن التطور في هذا اللون من الرياضة وغيرها لان بلدة كفرياسيف احتضنت ألوانا أخرى من الرياضة كالدفاع عن النفس والجودو والكراتيه والوان اخرى لكن كرة القدم طغى على الألوان الأخرى من هذه الرياضة.

كنا في الصغر ولضيق اليد نصنع بأنفسنا"كرة قدم من بقايا ملابس -شرايط ونلعب فيها في الشارع على البلاط وننبسط ونكيَف ونتجادل ونختلف ونتصالح،لكنني لا أذكر أي ذكر بان يريد ان يصبح لاعب كرة قدم ومحترف،ففي قرية كفرياسيف كان فريق لكرة القدم ومنهم المرحومين احمد إبراهيم شحادي وسعيد فهد و شفيق عبدالله شحادي وجورج انيس وغيرهم كثيرون وكانت مباريات تقام على ملعب القرية-السوق حاليا- ولم نسمع عن أي يريد ان يصبح محترفا،كنَا نسمع عن لاعبون من المجر بوشكاش مثلا وغيرهم من الأسماء وتطورت هذه اللعبة وهي مفيدة جدا وخطيرة أيضا لكنها ليست من اخطر المهن الرياضية وبدأت الأمور تطور وأصبحت هنالك مطالب بزيادة عدد حصص الرياضة التربية البدنية وأصبحت هنالك معلمات تخرجوا من معهد وينجيت الرياضي ومن معاهد أخرى وتمَ استيعاب معلمات يهوديات للتدريس في المدارس العربية ومع الوقت اصبح لدينا معلمات غربيات ومنهن من تخصصن لدرجة البكلوريا . ومع الوقت اصبح لاعب كرة القدم محترم وله راتب وهو متفرغ لهذه اللعبة وانخرط بعض الرياضيين العرب في الفرق اليهودية هنالك تنافس بين الرياضيين العرب في اللعب في المنتخبات اليهودية مكابي بيتار هبوعيل وبفرق محلية عربية ويهودية وبدأنا نسمع عن الرواتب التي تقترحها النوادي التي تتنافس لضم لاعبين مثل زاهي ارملي ورفعت ترك وغيرهم من اللاعبين العرب وبدأنا نشعر بضرورة صدور صحيفة متخصصة بالرياضة في سنوات الثامنين وقام على إصدارها الزميل زهير بهلول وجوني شاما وبمساعدة كاتب هذه الاسطر وفارس خوري وغيرهم والجميع عمل تطوعا لكن الصحيفة فقط صدرت نحو عام وان الإعلانات التي تمت التوصية عليها لم تسدد وكان اسمها"ألاوفسايد" وهكذا انتهت حقبة من هذا المجال وبقيت الديون على العديد من السلطات المحلية وغيرهم ( ونعتذر عن عدم ذكر اسمه مثل الأخ جبر اسدي والهزيَل ) وغيره.

الملفت للنظر وجود بعض الأشخاص الذين باشروا في التمارين منذ الصغر على امل الانضمام الى فرق يهودية او أوروبية ويتكلف الاهل الأموال من سفريات ورحلات وغير ذلك من التكاليف والمصروفات الباهظة ،والسبب هو الانتظار الى الانضمام الى فرق أوروبية ليتقاضى كل منهم رواتب تفوق العقل صحيح ان هنالك البعض الذي ربما بدأ يلعب ويتقاضى راتبا عاليا وباليورو ومنهم من يصل راتبه الى أكثر من مئة مليون دولار سنويا ومنهم ثلاثة أو أربعة اضعاف هذا المبلغ وبالدولار أو اليورو ومنهم رونالدو( وميسي ومحمد صلاح والقائمة تطول،ويبقى السؤال لماذا كل هذا الراتب؟وهنالك أجوبة بان لاعب كرة القدم يلعب حتى سن الأربعين وبعدها بدون راتب!!!؟لكن لماذا كل هذه الأموال؟ الفرق الفرنسية والأندية الرياضية ألاخرى يمتلكها رجال اعمال من قطر ومن دول إماراتية وهؤلاء الأموال عندهم مثل التراب ونحن لا نقول انه لا ضرورة للرياضة!!لا والف لا وعندما كنا نطالب وزارة التربية والتعليم كنَا نؤكد على ضرورة زيادة عدد الحصص المخصصة للتربية البدنية وتوفير الملاعب المناسبة ليتمرن عليها التلاميذ وغيرهم وتوفير الملاعب المناسبة،لكن ان يصل راتب اللاعب الواحد لاكثر من ميزانية سلطة محلية او بلدية أو ربما الى ميزانية دولة صغيرة فهذا امر غريب جدا،لكنهم يشيرون بان تذكرة الدخول الى مباراة تساوي كذا يورو ومالكي هذه الأندية يربحون على الرغم مما يصرفونه على الرواتب للاعبي الكرة.

نحن نقول ان كانت هذه المهنة تدر الأموال على محترفيها لما لا تحترف؟؟فلعل وعسى يستفيد المجتمع العربي وعدد لا يستهان به منهم من هذه الأموال مثلما هو الوضع في المجتمع اليهودي والاجنبي،لكن اين هي الملاعب المناسبة وكم يبلغ عددها في المجتمع العربي في هذه البلاد،لدينا رؤساء أموال ورجال اعمال وغيرهم،لكن هل باستطاعتهم توفير الأموال ل لعرب يلعبون في اتحاد أبناء سخنين؟ نعتقد اننا نستحق ذلك وليس من الضروري ان لا يكون هنالك فريق يشمل عدد لا بأس به من العرب واليهود وان لا يكون السبب في عدم ضمهم هو المال فقط...

موقع الملتقى غير مسؤول عن المقالات المنشورة التي تعبر عن رأي كاتبها والموقع يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير .

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم