ملامة وندامة شعر : الدكتور منير توما كفرياسيف

ملامة وندامة

شعر : الدكتور منير توما كفرياسيف

 

نعودُ الى أحلامِ طفولةٍ مَضَتْ

ودفءِ كلماتٍ خَبَتْ

ونعيشُ الساعةَ

وفي قلوبنا نبضُ أوتارٍ نَمَتْ

لتكْبُرَ أُغنيةً حزينةً

الى غاباتِ وَجْدٍ أَتتْ

فصارتْ لنا لحنًا نُرَدّدهُ

كلّما الحسراتُ بَدَتْ

وما زلنا نلاحِقُ أَعمارَنا

فتسبقُنا حكاياتٌ

أحداثُها الأيامُ قد رَوَتْ

فيا لهفي على كهولةٍ

شبابَنا قد بكَتْ

وفي أعطافِنا قشعريرةٌ قد سَرَتْ

وإنْ نَدِمنا على ضياعِ بهجةٍ

فالحياةُ بهزيمتنا قد قَضَتْ

ولننتظرْ قمرًا بائسًا

نوُرُهُ قد خَفَتْ

فَنَسْهرَ طوعًا الى صباحِ غَدٍ

شَمْسُهُ الجراحَ ما شَفَتْ

ونَذْرِفُ دمعًا على أزمانٍ

بَدّدناها سدىً

والعيونُ إلى فردوسِ نعيمٍ

ما رَنَتْ

والى تَهْلَكَةِ الدَّهرِ

أهواؤنا قد سَعَتْ

وخيالاتُنا جمالَ روح ٍ

ما حَوَتْ

 ************************************

القصيدة الثانية 

حوار شفاهٍ وعيون

شعر : الدكتور منير توما

كفرياسيف

 

تَفَوَّهتْ بِبِضْع ِ كلماتٍ فارغةٍ مُرتبكةٍ

ومِن عينيها يشِّعُ كبرياءٌ وسرورْ

فَعَلْمِتُ من تعابيرِ وَجْهِها

أَنَّها شديدةُ القلقِ

ولكنْ بشيءٍ مِن الغُرورْ

فَحَدّقْتُ في حركةِ يديها

وهي تَنْزَعُ قفازاتٍ نسويةً

بِحَزْم ٍ وطُهْر ٍ وانفعالٍ

ذي دلالاتٍ وحُضورْ

وكُنْتُ قد أَزْمَعْتُ على فُراقِها

وأنا في غايةِ الفُتُورْ

لكنّها تداركتْ الموقفَ

واستأنَفَتْ ما نطقَتْ بهِ

وقالتْ : إبقَ بجانبي ولا تحرمني

مِن لحظةٍ مَعَكَ في الظهورْ

فأنا تَوّاقةٌ لانتصارِ فضيلتِكَ

في بُستانٍ حافل ٍ بعَبقِ الزهورْ

بعدَ أنْ كُنتُ فريسةً لأقسى شُعُورْ ،

وبصوتٍ هامس ٍ شديدِ الخفوتِ

قُلْتُ : أُحبُّكِ بجنونٍ وعنفوانِ النُسُورْ

فطوقتني بذراعينِ عاجيينِ

قائلةً : خُذني الى مرفأٍ هادئٍ

ليس فيهِ مَنْ يَتَردّدُ أو يثورْ .

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم