من الفريسة؟
في العام الثّامن والأربعين من القرن العشرين، استولى المتعسّفون الصّهاينة على قرية إقرث، الفلسطينيّة، احتالوا على أصحاب هذه الأرض، معاهدين إيّاهم بالعودة، خلال أربعة عشر شروق.
بين ضوضاء الهجرة، وزعزعة المكوث، رجل غافل عن الأحداث، يمهّد نفسه للرّحيل أملًا بالعودة. وخلال توضيبه للأغراض، بعجلة، اعتقل، بين أنامله نعجة لترافقه بمغامرته، عارضته امرأته، واثقة أنّ لهم عودة، فتدخّل طرف ثالث بالحديث، مقترحًا مصير النعجة، بأن يقوموا بذبحها والاستمتاع بها.
طاوعه مالك النعجة، واحتفلوا بالذّبيحة، وقاموا يرقصون، كأنهم يحتفلون، على لحن قدرهم الحزين، تلذّذوا بالفريسة، وهم جاهلون أنهم فريسة الاحتلال، وهم غارقون بكابوس مطلعه حلم جميل، وخاتمته مريعة، كابوس فقير من طوق نجاة. ومنذ ذلك اليوم يصافحنا الحزن ويدسّ بجيب قلبنا نارًا متأجّجة.
لا يزال الطّريق للعودة يرتدي أكثر من وجه سياسيّ للدّول العربيّة المتمزّقة. حلم طائش، من مكان ما، ضلّ طريقه إليّ، حلم متعلّق بأرض نمتلكها، أرض نحن أسيادها، حلم يبكيني بكلّ ما أوتيت من دمع.
وإن ارتوت حقول وطني، من شلّال دموعي، فهل ستعود فلسطين لنا؟ هل ستحدث معجزة، ويشدُّ العربُ من أزر بعضهم البعض؟ هل سنخضع للاحتلال، وأنا حافي الأمل، ونحن حاسرو العمل؟
أسئلة تتردّد في مسمعي، آملة الحصول على إجابة ترضي رغبتي، وتهدّئ ضميري.

ليان خليل 
كفرياسيف 
 22/5/2019 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم