يقترب الفرج – بقلم الأستاذ محمد حسن الشغري-كفرياسيف

تفيد المصادر ان الشعب الفلسطيني يعيش في فلسطين التاريخية بشكل طبيعي قبل بدء الهجرات الصهيونية الحديثة الى هذه البلاد هم هاجروا وجاءوا من جنوب أوروبا وتحديدا من قبرص ،كريت اليونانية ،جزيرة سردينيا الإيطالية الى منطقة الشرق الأوسط قبل اكثر من ثلاثة آلاف سنة ويرد ذكرهم في الكتاب المقدس في قائمة الشعوب وهي قائمة ألآباء المؤسسين لتسعين أمة من أصل نوح(تكوين10:14)،ومن المعروف بان علاقة العرب بفلسطين قديمة جدا وفي اثناء استيطان بني إسرائيل تعرضت البلاد لهجرة شعب آخر من الشعوب اليونانية التي نزحت من جزيرة كريت ألا وهم الفلسطينيون وقد سميت البلاد باسمهم فلسطين.

منذ اكثر من مئة عام وهذا الشعب يذاق المرار ويعيش التشرد والتهميش والظلم والاستعباد والتمييز بحقه ولا اعتبار لكيانه ولحقوقه المشروعة مثله مثل باقي شعوب ودول وأمم العالم فمن احتلال تركي عثماني دام طويلا الى حرب عالمية أولى وثانية بعثرت في ما بعثرت منه أيضا لان الاحتلال التركي البغيض والمعاملة غير الإنسانية التي حظي بها هذا الشعب فاقت كل شيء والشباب الذين كانت تجندهم وبالقوة في اغلب الحالات لم يعودوا الى أهلهم ومنهم حياة عمَي المرحوم أحمد محمد الشغري والذي لم يتمَ التعرف على آثاره وأخيه على الرغم من وجود أشخاص تَم التعرف عليهم من عائلة ألشغري في كندا والمملكة الأردنية الهاشمية والمملكة العربية السعودية وفي الجمهورية العربية السورية وفي غيرها تشتتوا واولادهم والعائلة والاحفاد ووو....وايضا نعلم من موثيقي القول أن آخرون تمَ أخذهم الى الخدمة في الجيش التركي من كفرياسيف على الرغم من أن ذويهم قاموا بدفع "الفدية"عنهم وهي مبالغ كثيرة،لكن المسؤولين كما كانوا يسمَون كانوا أحيانا يأخذون المال ولا يسلمونه لذوي الشأن وهذا أَدى الى اخذهم الى الجندية والتي كانت مرفوضة من الاهل في فلسطين في حينه،وتشتت الناس وتفرق الاهل والخلان،وجاء الاحتلال الإنجليزي وهو أيضا احتلال بغيض على الرغم من انه كان انتدابا رسميا،لكنه احتلال وفي نهاية المطاف سَلمت فلسطين لغير أهلها الذين همشوا ووضعوا على الَرف،ولا توجد أية فائدة جناها الفلسطينيون من الانتداب البريطاني لان مصلحته فرق تسد بين العرب واليهود في فلسطين خصوصا بعد وعد بلفور المشئوم واللجان التي كان يرسلها الانجليز الى فلسطين لاصلاح ذات البين بينهما وكأن الخلاف يدور حول حدود لارض أو ما شابه ذلك وكان ويا ما كان وبلا طول سيرة كما يقول الراوي قاموا بتقسيم الدولة الى دولتين يهودية وفلسطينية بموجب قرار التقسيم من عام 1947 وقبل اليهود بالتقسيم ورفضه العرب (نيابة عن الفلسطينيين) ووصلنا الى عام 1947 وعام آخر هو عام النكبة 1948وتم الإعلان عن دولة جديدة هي دولة إسرائيل وكانت حروب وهمجية وتدمير مئات البيوت والمنازل للفلسطينيين وتمَت عمليات الترحيل من اكثر من 465 بلدة وقرية وتمَت عملية اجلاء السكان وطردهم وتهجيرهم وبالقوة من بيوتهم واليوم يزيد عدد الفلسطينيين عن ثمانية مليون انسان مشتتون في جميع انحاء المعمورة والبعض طلب منهم ترك ديارهم على أن يعودوا الى دورهم وبيوتهم وقراهم وارتكبت مجازر بحق العرب الفلسطينيين مثل مجزرة دير ياسين وقبيه وووو..وتمت عملية قتل أحمد راجح صفية وعادل صالح صفية اللذان استشهدا في قرية البروة عندما ذهبا لمساعدة شخص لنقل قمحه من البروة الى بيته وكان ذلك في شهر تشرين الثاني من عام 1948 (راجع كتاب التطهير العرقي في فلسطين للدكتور ايلان بابه)والعلاج للمشاكل والقضايا لا يوجد وكما يقول العراقيون -يوك-،ولا نريد ان نستعمل كلمة لو لانه كلمة لا فائدة منها ومن بين القرى التي لم تهاجر كانت بلدتي كفرياسيف(البعض منهم ترك ولم يعد)ومنَا من هرب الى بلدة يركا العريقة في حسن الضيافة والاستقبال وكان ذلك في شهر تموز من عام 1948 واستقبل اليراكنه الوافدون جميعهم بالترحاب وتقاسموا معهم لقمة العيش ولم يحاولوا استغلالهم باجرة منزل او نحوه حتى مشكلة المياه التي كانت شحيحة فهي من ألابار والتي جفَ معظمها،لكن أهل الكرامة والضيافة لم يتنازلوا عن ضيوفهم والذي قسم منهم بدأ بالعودة الى بلده مثل أهالي كفرياسيف .عمار يا يراكنه وفضلكم لا ينسى دمتم.

صوت من صوَت من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الى جانب قرار التقسيم وأصبحت هنالك دولة اسمها دولة إسرائيل،أما دولة فلسطين فانها مازالت تنتظر حتى يومنا هذا وفرضت الدولة اليهودية الاحكام العسكرية والتي بقيت لمدة والحكم العسكري الذي فرضته الحكومة بعد النكبة على المواطنين العرب الفلسطينيين من عام 1948 حتى عام 1966 شهر تشرين الأول هذا الحكم الذي أذَل وهزأ وتعاطى وعامل المواطن الفلسطيني معاملة غير إنسانية وكانت له مراكز هامة في المثلث والنقب والجليل وفي أماكن أخرى في قرية كفرياسيف ومجد الكروم واستثنت المجتمع اليهودي من الحكم العسكري ونفت عرب فلسطينيون من الجليل والناصرة ومن أماكن أخرى الى مدينة صفد عام 1958 منهم على سبيل المثال من كفرياسيف المرحومين أحمد إبراهيم شحاده ويوسف وجميل توفيق ومنعم جريس ومبدا فرحات وغيرهم الى صفد وتمت عملية مكوثهم في غرفة واحدة ولم يكن ذلك سهلا على ذوي المنفيين وحضر طاقم من "مجلة هعولام هزه"والتي عمل فيها الزميل الصحفي عطاالله منصور وساعدناهم في حينه وظهر الحق وتبينت فرية تلطيخ علم الدولة الذي كان على سطح مبنى عيادة صندوق المرضي -كلليت-وعانى الأهالي من السياسة التي انتهجت بحق المجتمع العربي الفلسطيني والذي بقي منقطعا عن الاهل في الضفة والقطاع الى نشوب حرب الأيام الستة في شهر حزيران من عام 1967 واحتلت الضفة والقطاع والقدس من قبل الجيش ولم تسفر هذه الحرب عن اية فائدة جنيت سوى الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وإقامة المستعمرات المستوطنات في هذه الأماكن التي احتلها الجيش وكانت آمال في ان تتحسن الأوضاع وتسفر عن حلول ويجد الشعب الفلسطيني ضالته وتقوم الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس جنبا الى جنب دولة إسرائيل وقرار حل الدولتين والذي حظي بتاييد كبير من معظم الدول،وكالنت سنة 1994 والاعتراف المتبادل بين منظمة التحرير الفلسطينية ودولة إسرائيل ومعاهدة أوسلو وما تبعه من آمال تبخرت حتى ألآن وكان للفلسطينيين آمال وأمل وجاء عام ترامب الرئيس الأمريكي عام 2016 الذي قرر قطع المساعدات عن الفلسطينيين واغلاق الحنفية وكذلك وقف الامدادات واغلاق الممثلية الفلسطينية في أمريكا وغير ذلك من القرارات التي لا تصب في صالح الفلسطينيين ولا في تطلعاتهم وساءت الأحوال وكانت هنالك حاجة كبيرة الى تولي المصالح الفلسطينية وتقديم العون والمساعدة فالاتحاد الأوروبي يدعم حل الدولتين لكنه لم ينجز أي شيء يذكر لصالحهم والمساعدات التي حصل ويحصل عليها الفلسطينيون قليلة جدا والأوضاع الاقتصادية في الضفة والقطاع وفرص العمل شبه نادرة والفقر كبير وكذا عدد الفقراء والمحتاجين ولا تلوح في الافق بوادر حسنة وترامب ضيَق على الفلسطينيين بكل معنى الكلمة وهم لا يعلمون من اين ستأتيهم النجدة والمساعدة،ترامب حاصرهم وألغى المساعدات واوقف المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية مع العلم من مساعديه قالوا بانه مع حل الدولتين ووو..لكن لا حياة لمن تنادي!وفترة سنوات ولاية ترامب لم تشهد الحلبة الفلسطينية أي تقدم لحل المشكلة وإقامة الدولة الفلسطينية العتيدة والانسحاب من المستعمرات-المستوطنات المحتلة منذ حرب الأيام الستة وترامب من عام 2016 وحتى عام 2020 كان الوضع في الحضيض بالنسبة لهم وبانتخاب جو بايدن الرئيس الجديد الأمريكي الذي فاز في الانتخابات عام 2020 وضع في برنامجه إعادة فتح مفوضية منظمة التحرير الفلسطينية ومكاتبها في نيويورك ومنحهم خمسة عشر مليون دولار مساعدات وتحريك المفاوضات بين الطرفين وزرع الامل في نفوسهم بإعادة العملية التفاوضية لانه دون التفاوض لن يتم أي شيء،والفلسطينيون يقولون:نريد ارضنا وارضنا ودولة لنا وعاصمة والانصياع الى تنفيذ جميع القرارات الأممية وحل مشكلة اللاجئين حلا عادلا وإقامة الدولة العتيدة الى جانب دولة إسرائيل،وهنالك نوع من الامل الى استئناف المفاوضات والتوصل الى الحلول،وان كان الرئيس الأمريكي بايدن بحق وحقيقة يريد حل النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني بامكانه تنفيذ ذلك والضغط على حكومة إسرائيل بتنفيذ مبدأ حل الدولتين وإعطاء كل صاحب حق حقه ويستمر في دعم الفلسطينيين كما وعد لانهم بحاجة الى دعم وأموال كثيرة،وعلى القيادة الفلسطينية التفتيش عن السبل والوسائل للتفاهم ما بينهم البعض ويكونوا موحدين على حل مشاكلهم ويكفي لاستمرارية التمزق والابتعاد الواحد عن ألآخر فالضفة والقطاع والقدس وغزة سواء والدعم والمساعدة للجميع ليعيشوا في مجتمع متناغم يفتشون عن المصلحة العامة لهذا الشعب المنزوعة حقوقه والمشتت في جميع انحاء اقطر العالم بلا بيت ولا ماوى ولا كيان ولا دولة،فلنكن على قدر المسؤولية والمعرفة والتفاهم مع الغير وإدارة شؤوننا ونعرف ماذا نريد ونتوقع ونقول لا عندما فعلا يكون الجواب لا وليس لالا لكل مقترح،ونامل ان لا يكون اليوم بعيدا من استئناف المفاوضات والتوصل الى سلام حقيقي وطبيعي ونأسس الدولة بموجب حل الدولتين وكل شيء بالتفاهم ممكن وبالتفاوض والحوار وليس بلغة النار.

موقع الملتقى غير مسؤول عن المقالات المنشورة التي تعبر عن رأي كاتبها والموقع يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير .

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم