الكاتبة المقدسية نادية حرحش وإشهار كتابيها "على درب مريم" و "نيتشه في القدس" في نادي حيفا الثقافي

خلود فوراني سرية-

استضاف نادي حيفا الثقافي يوم الخميس 27.05.2021 الكاتبة نادية عصام حرحش ابنة مدينة القدس، في أمسية ثقافية لإشهار روايتيها الصادرتين مؤخرا: "نيتشه في القدس" - مذكرات كلب، و رواية " على درب مريم" عن دار الشام للإنتاج الثقافي وجسور ثقافية للنشر والتوزيع-عمان ودار الرعاة للدراسات والنشر .

افتتح الأمسية رئيس النادي المحامي فؤاد مفيد نقارة مؤهلا بالكاتبة والحضور خاصّا بشكره الضيوف من القدس. استعرض بعدها برنامج النادي بأمسياته الثقافية المقبلة داعيا لحضورها، ثم قدم شكره للمجلس الملّي الوطني الأرثوذكسي على رعايته تلك الأمسيات وللناشطة الثقافية خلود فوراني سرية على دأبها كتابة وإعداد ونشر التقارير أسبوعيا عن أمسيات النادي في المواقع الإلكترونية المحلية والعربية وفي جريدتي "الاتحاد" و"المدينة".

قدم بعده الأستاذ جريس خوري- عضو المجلس الملّي وأمين الصندوق، كلمة ترحيبية مباركا فيها عودة النادي لأمسياته الأسبوعية بقوله "ما أحلى الرجوع إليه" بعد انقطاع قهري دام عاما. ثم ترحيبا بالمشاركين على المنصة. استحضر بعدها ثلاثة زملاء له في مسيرته قد رحلوا عنا وتركوا أثرا.

أدارت الأمسية بلباقة واقتدار الناشطة الثقافية ناهدة يونس فكان لها تقديم يليق بالأمسية وصاحبتها .

أما في باب المداخلات، فعن رواية تيتشه في القدس – مذكرات كلب، قدم د. أليف فرانش قراءة نقدية تحث على التفكير والسؤال مستهلا كلمته بأن الرواية تطرح تساؤلات أكثر من كونها تجيب على أسئلة. إذ تحيلنا الأسئلة إلى ركائز ثلاث للرواية: الواقع في مدينة القدس، الفلسفة متمثلة بالاقتباسات والأسماء والفلاسفة، عالم الكلب يطغى على حضور البشر في الرواية. وذلك كاقتباس نيتشه في "هكذا تكلم زرادشت".

وتابع، قد تختزل الإجابات بكلمة واحدة أنها رواية "الدستوبيا" وهي النقيض من روايات اليوتوبيا.

الدستوبيا تعني باللغة اليونانية المكان الخبيث، تلك المدينة الفاسقة التي تقف إزاء المدينة الفاضلة. يسكنها مجتمع تسوده الفوضى، الخوف، القمع، الفقر، المرض، التنكيل حتى القتل . عالم يتجرد فيه الانسان من إنسانيته. وهذا تماما ما وجده نيتشه في ظل ثقافة تنحو إلى الاستهلاك.

صور الدستوبيا هي صور لمستقبل قاتم، للتشظي كما في عالمنا المعاصر مدينة متشظية وبلاد تفرقها الحدود، فنيتشه فيها يضيع ويؤسر ويتشرد وينفى . تعج الرواية بالحرمان ويعيش نيتشه شعور ضياع الأمان .

وختم، يستمد هذا الأدب رؤيته من النظريات العدمية في الفلسفة، خاصة لدى نيتشه وشوبتهاور.

تلته في مداخلة تحليلية مميزة حول رواية " على درب مريم" د. لينا الشيخ حشمة، مستهلة بقولها مريم على درب خلاصها إنها سؤال الماضي في مواجهة الحاضر والعكس صحيح. هي رواية رمزية تجمع بين التاريخ القديم والمعاصر، تخترق ثالوث الدين والسياسة والجنس وتحبك الكاتبة روايتها من تناصات عديدة.

تتناول الرواية حكاية أربع نساء من أربعة فصول كل واحدة اسمها مريم وتعيش المريمات مرارة جحيم الواقع وعذاباته وهن جميعهن مريم واحدة. كل مريم تكمل الأخرى فتكتمل الواحدة بالأخرى لتكمل دورتها بتجدد الحياة.

وأضافت، في روايتها تدمج الكاتبة بذكاء بين دانتي وأسطورة الإلهة عشتار، دوائر منلاحقة كدوائر دانتي هكذا بنت الكاتبة روايتها. وتتميز الرواية في تجانس شكلها مع المضمون. وتمتد الرواية على أربعة فصول كسنة كاملة مما يؤكد أن المريمات الأربعة يمثلن دورة الحياة ( وفق فصول وتواريخ ولاداتهن).

تطرقت بعدها للحديث عن الغلاف، تصميمه، صورته، وألوانه مشيرة أنه دلّت الألوان على مضامين الرواية. ثم ختمت أن الرواية جمعت التاريخ في امرأة وجدت قبل الزمان وقبل المكان.

كانت الكلمة بعدها لصاحبة الأمسية والروايات الكاتبة نادية حرحش، فشكرت بدورها المتحدثين معبرة عن دهشتها في نجاح كل منهما بسبر أغوار الرواية والولوج إلى عتماتها وإنارتها. ثم أشركت الحضور بتجرية كتابة كل رواية على حدة مشيرة للاختلاف والتباين الكلي بيتهما من حيث الظروف والتوجه والفلسفة والرؤيا الأدبية.

قدم بعدها الصديق سعد عبد الهادي- القدس كلمة انطباعية عن نتاج نادية الأدبي.

أمسيتنا القادمة يوم الخميس03.06.2021 لتكريم المحامي علي مصطفى رافع، بمشاركة سيادة المطران عطا الله حنا، الباحث تميم منصور، الكاتب فتحي فوراني، الأستاذ نبيل سعد، الأستاذ فادي عاصلة وعرافة الكاتبة رنا أبو حنا .

خلود فوراني- سرية

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم