في محفلٍ تشييعيّ مهيب، شارك سماحة الشّيخ موفّق طريف الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة، مساء السّبت، في جنازة المغدور الشّاب بسّام أمين قبلان في بيت جنّ.

خلال كلمته، تطرّق فضيلته إلى ضرورة محاربة آفّة العنف والتّصدّي لها، مناشدًا الشّرطة والجهات المسؤولة بضرورة القبض على المجرمين وتقديمهم إلى العدالة في أسرع وقت.

وجاء في معرض كلام سماحته:

- لا يخفى على أحدٍ ما نواجهه في الفترة الأخيرة من انتشارٍ مقلقٍ لوباء العنف المستشري، والانزلاق الأعمى إلى مهاوي الجهل والتّخلّف والعصبيّة، في حين صرنا نعيش ظروفًا قاسيةً وأوضاعًا صعبة، اختّلت فيها الموازين، وتغيّرت فيها القواعد الإنسانيّة والاجتماعيّة المعهودة، شاهدين ارتفاعًا مقلقًا لأيادي الفتن والظلام، الّتي صار القتلُ عندها تجارة، ورفع السّلاح مهارة، ضاربين بعرض الحائط ما حرّمه الله من القتل والأذى، ومغبّةَ الغضب على راسميه وفاعليه في الدّنيا والآخرة.

- تلقّينا خبر وقوع هذا الحادث الإجراميّ المؤسف، الذي استقبلناه كالصّاعقة مع عموم أبناء الطّائفة في كلّ مكان، وخصوصًا في ظلّ أيّام العشر الشّريفة وقُبيل حلول عيد الأضحى المبارك، إذ صرنا نعيش في وضعٍ لا نُحسد عليه، وكم هي خطيرةٌ هذه الشّوارع الّتي صارت تجوبها أيادي الظّلام في وضح النّهار، معرّضةً حياة الأبرياء للخطر الجسيم، دون أيّ سابق إنذار.

- هذه الحادثةَ الّتي نشهدها اليوم يجب أن تكون لنا خطًّا عريضًا أحمر لا بل أسودا، وعلامةَ خطرٍ تلوح أمام أعيننا جميعًا، وتحتّم علينا أن نقف وقفةً واحدة، ونهبّ بكلّ طاقاتنا من أجل نبذ العنف بجميع طرقه وأساليبه، موضّحين أنّ العنف ليس منّا ولا من عاداتنا، الّتي تنهانا عن كلّ المظاهر المذمومة من العنف والتخلّف والقتل والقتال.

- على كافة فئات المجتمع التعاضد فيما بينها: شعبيا ورسميا ومؤسساتيًّا من أجل العمل المشترك والقول الفاصل والواضح الصريح ضد العنف والإجرام في قرانا، ونبذ كل من يتعامل مع مروّجي العنف والإجرام والسلاح، الذي بات يهدّد كيان مجتمعنا بأسره، ويقلق بيوتنا وقرانا الّتي ما عادت مُصانة. فاليوم في بيت جن وأمس في شفاعمرو وقبلها في يركا وكسرى والمغار وعسفيا.. والقائمة تطولُ .. حتّى كدنا لا نستطيع ذكر قرية واحدة لم يدخلها الاجرام بصورة أو أخرى، ممّا جعل الإجرام عنوانًا لضعيفي النفوس والجبناء وعديمي الضمير والاخلاق.

- *العنف قطعا ليس منا، فمن اتخذه نهجا كان هو أيضا ليس منا* .

- من أمام هذا النعش المسجى أمامنا، نحمّل شرطة إسرائيل المسؤولية الكاملة ونطالبها بالكشف عن الجناة وإحالتهم للعدالة والقضاء وإنزال العقوبات بهم بكلّ قسوةٍ وبيدٍ صارمةٍ من حديد. مسؤولية الأمن الشخصي هي واجب أساسي يقع على عاتق الشرطة والدولة، الّتي يفخر قادُتها بالقضاء على الإجرام في مركز البلاد، وعليهم أن يقوموا بالمثل في قرانا في شمالي البلاد وأن يزجوا خلف القضبان كل من تسوّل له نفسه أن يزهق روحًا خلقها الباري عزّ وجلّ.

- الحقّ الأدنى لكلّ مواطنٍ ومواطنةٍ في البلاد العيش في بيئةٍ آمنة تضمن فيها الدّولة حفاظَنا على سلامة الأجساد والنّفوس، الأمر الّذي نراهُ يختلُّ مع وقوع هذه الحوادث، ويؤكّد ضرورة التّدخّل السّريع للشرطة قمعًا لظواهر هذا العنف الدّخيل، وإصلاح ما نشاهده من تقصيرٍ صارخ في حلّ جرائم القتل في مجتمعنا النّازف دمعًا ودمًا. إذ لا يعقل أن تعجز الشرطة عن فك رموز قضايا قتل وإطلاق نار وابتزاز في وضح النهار وأن تلقي اللوم على المجتمع.. فهذه مسؤوليّة الشّرطة، وأجهزة الأمن ومسؤوليتها البديهيّة والأساسيّة.

- نطالب وزير ألأمن الداخليّ بالضغط وتكثيف الجهود حتى القاء القبض على قتلة بسّام أمين قبلان، وعلينا كمجتمع أن نمارس ضغطا شعبيا وجماهيريا دائما على صنّاع القرار في هذا الشأن حتى يعود الأمان الى شوارع قرانا.

- نرفع أيدينا مبتهلين إلى الله عزّ وجلّ بشفاء الشّابّ الجريح مجد طافش، وعودته بكامل صحّته إلى حضن عائلته في القريب العاجل، متقدّمين باسمكم جميعًا بخالص تعازينا القلبيّة الصّادقة، إلى عموم أبناء عائلة قبلان.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم