*نشر معطيات عن أنماط تغطية الإعلام العربيّ المحلي لجرائم العنف الجندريّ*

 

في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء وضمن مشروع “سُترة واقيّة”:

 

*نشر معطيات عن أنماط تغطية الإعلام العربيّ المحلي لجرائم العنف الجندريّ*

 

بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء، نظم مركز “إعلام” بالتعاون مع جمعية “نساء ضد العنف” يوم الأربعاء، 20 نوفمبر 2024، مؤتمرًا استعرض خلاله معطيات بحث جديد تناول أنماط التغطية الإعلامية لقضايا العنف ضد النساء في الإعلام العربي المحليّ.

افتتح المؤتمر بكلمات ترحيبية من الدكتورة كوكب خوري، عضوة إدارة في مركز “إعلام”، والسيدة سوسن توما شقحة، عضوة إدارة جمعية “نساء ضد العنف”، فيما قدمت لاحقًا الباحثة نادرة أبو دبي سعدي نتائج البحث الذي استند إلى تحليل 291 مادة إعلامية ومقابلات معمقة مع صحفيين ومحررين، حيث تناول أبرز التحديات التي تواجه الإعلام العربيّ المحليّ في تغطيته لقضايا العنف ضد النساء.

وقد أظهرت النتائج أن التغطية الإعلامية تركز بشكل أساسي على القضايا الصادمة مثل جرائم القتل، مع صعوبة التفريق بين العنف الأسري والعام مما يحول دون التطرق إلى الظاهرة والتعامل معها بشكل توعويّ. كما أشارت النتائج إلى التحديات التي يواجهها الصحفيون في جمع المعلومات بسبب الوصمة الاجتماعية والخصوصية، مما يحد من إمكانية تقديم تغطية شاملة وموضوعية.

وأكد البحث على أهمية تطوير تغطية إعلامية أكثر حساسية وصديقة للنوع الإجتماعيّ، مشددًا على الحاجة إلى توفير مصادر موثوقة وتدريبات متخصصة للصحفيين. كما أوصى بتعزيز التغطية التشاركية التي تشجع الضحايا على الإبلاغ عن العنف، وتعديل الأطر الإعلامية لضمان تمثيل عادل لكافة أشكال العنف.

وشارك في المؤتمر عدد من الشخصيات البارزة، إعلامية ومختصين، الذين ناقشوا نتائج البحث وأبعاده. د. عرين هواري، مديرة مركز مدى الكرمل للأبحاث، أثنت على الجهود المبذولة لإعداد البحث وأكدت أهمية توسيع نطاقه ليشمل قضايا العنف المجتمعي والجريمة. بينما أشادت الناشطة والعاملة الاجتماعية سماح سلايمة بالجانب الإجرائي للبحث، معتبرة أنه يعزز التخصص الصحفي ويدعم العمل التشاركي. كما دعت إلى تبني وسائل الإعلام زوايا دائمة لتغطية قضايا العنف الجندري، بهدف تسليط الضوء المستمر على هذه القضايا الحيوية.

وتخلل المؤتمر ثلاث جلسات حوارية تناولت موضوعات متنوعة حول تحسين التغطية الإعلامية للعنف ضد النساء. الجلسة الأولى تناولت تفكيك تحديات التغطية الإعلامية ادارتها الإعلامية ايمان هواري، بينما ركزت الجلسة الثانية على الأدوات المعرفية لتعزيز التغطية الجندرية وادارتها الصحافية ايناس مريح. أما الجلسة الثالثة فقد ناقشت الشراكات الممكنة بين الإعلام والجهات العلاجية ادارتها النسوية راوية لوسيا، حيث طرحت النقاشات توصيات عملية لتعزيز التعاون بين الطرفين.

ويأت البحث ضمن مشروع “سترة واقية”، الذي يهدف إلى معالجة قضايا العنف الزوجي داخل الأسرة من منظور إعلامي. يسعى المشروع إلى تحليل أنماط التغطية الإعلامية الحالية للعنف الزوجي في الإعلام العربي المحلي، وتطوير مساقات تدريبية للصحافيين الشباب لتبني تغطية إعلامية حساسة جندريًا. بعد إجراء المسح الأولي لأنماط التغطية، سيتم تنفيذ تدريبات مكثفة موجهة للإعلاميين الشباب، تهدف إلى تعزيز قدراتهم على التعامل مع هذه القضايا بمهنية ووعي عالٍ، مع تسليط الضوء على أهميتها المجتمعية.

ويمتد المشروع، الممول من قبل مبادرة “خطوط حمراء”، لعامين ويتضمن لقاءات دورية مع لجنة توجيه مختصة لتقديم الدعم والتوجيه، بما يسهم في تطوير نهج إعلامي جديد أكثر شمولية ووعيًا. كما يعيد المشروع النظر في مفهوم “السترة”، الذي يُفرض تقليديًا على النساء العربيات لضمان سلامة أسرهن ومجتمعهن، موضحًا أن هذا المصطلح يُستخدم في كثير من الأحيان لتقييد النساء وفرض أعباء إضافية عليهن.

اختُتم المؤتمر بالتأكيد على أهمية بناء شراكات بين الإعلام والمؤسسات العلاجية لتعزيز التغطية الإعلامية لقضايا العنف ضد النساء، وإحداث تغيير اجتماعي عميق يدعم بناء مجتمع أكثر عدالة ومساواة.

الخبر من زميلي مفيد مهنا

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم