انتهت العطلة الصيفية في إنكلترا وجاء وقت الجدّ والعمل. بدءاً من اليوم تعود بطولة "البريميير ليغ" الأهم في العالم إلى نشاطها، وتفتح الملاعب أبوابها لاستقبال روّادها.

وككل عام يبدأ الحديث عن المنافسين على اللقب مبكراً لما يمثّله الدوري الإنكليزي من أهمية ووفرة في الفِرق الكبرى.

بطبيعة الحال، فإن مانشستر سيتي يأتي في المقدّمة. الفريق الذي ثبّت دعائمه المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا وأوصله إلى اللقب في الموسم الماضي قبل أسابيع من انتهائه يبدو، منطقياً، أبرز المرشّحين لرفع كأس البطولة هذا الموسم مجدّداً.

هذا الأمر مردّه بالدرجة الأولى إلى وجود غوارديولا الذي بات يمتلك الخبرة والتجربة في الكرة الإنكليزية وامتلاكه أبرز النجوم في العالم وقد زاد إليهم الجزائري رياض محرز الذي سيشكّل إضافة للفريق.

الثبات في تشكيلة "السيتيزينس" وعدم إبرام تعاقدات غير محرز يصبّ في مصلحة الفريق، إذ إن اللاعبين وصلوا إلى مرحلة انسجام عالية ستشكّل نقطة قوة سيتي هذا الموسم.

في المقلب الآخر في مانشستر، فإن يونايتد يدخل الموسم الجديد وقد أضاف إلى تشكيلته الموهوب البرازيلي فريد. البرتغالي جوزيه مورينيو لم يكن راضياً على انتقالات فريقه وكان يريد أكثر من ذلك، لكن يكفي يونايتد أنه احتفظ بنجومه وفي مقدّمهم الفرنسي بول بوغبا الذي حُكي الكثير عن انتقاله هذا الصيف، كما أن مهاجمه البلجيكي روميلو لوكاكو عاد إليه أكثر قوّة من مشاركته المونديالية المميّزة.

بالتأكيد فإن يونايتد لن يرضى في هذا الموسم غير المنافسة على كأس البطولة وإعادته إلى ملعب "أولد ترافورد".

هذا الأمر ينسحب أيضاً على ليفربول. "الريدز" يطمح بدوره إلى لقب طال انتظاره في "البريميير ليغ" وقد أعدّ العدّة جيّداً للمنافسة عبر تقوية مركز الحراسة لديه بوصول أحد أبرز الحراس في العالم البرازيلي أليسون فضلاً عن مواطنه فابينيو والغيني نابي كيتا في وسط الملعب ، ليلتحقا بالهولندي فيرجيل فان دايك الذي كان قد سبقهم إلى ملعب "أنفيلد رود" في الشتاء الماضي، لتُصبح تشكيلة الفريق بقيادة المدرب الألماني يورغن كلوب مكتملة. لكن الأهم هو أن "الريدز" تمكّن من الاحتفاظ بنجمه المصري محمد صلاح الذي تألّق على نحو لافت في الموسم الماضي. مجدّداً، في الموسم الجديد، سيستحوذ صلاح على الاهتمام والأنظار.

وصول ليفربول في الموسم الماضي إلى نهائي دوري أبطال أوروبا سيمدّ الفريق بالمعنويات هذا الموسم للمنافسة على اللقب، خصوصاً أنه الفريق الإنكليزي الوحيد الذي أسقط مانشستر سيتي البطل ثلاث مرات في الموسم الماضي بواقع مرة في الدوري ومرّتين في "التشامبيونز ليغ".

في الموسم الإنكليزي الجديد ثمة نقطة مشتركة تجمع بين فريقَي مدينة لندن أرسنال وتشلسي وهي وصول مدرّبين جديدين إلى صفوفهما.

بالنسبة للأرسنال فإن الأنظار تتّجه نحو الفريق بعد حقبة مدربه التاريخي الفرنسي أرسين فينغر. لا شكّ بأن الحِمل سيكون كبيراً على المدرب الإسباني الجديد أوناي إيمري، لكن البعض يرى أن رحيل فينغر في مصلحة "الغانرز" بعد أن عاش الفريق معه في السنوات الأخيرة فترات صعبة حيث بات التغيير ضرورياً. 

بالحديث عن التغييرات في صفوف الفريق فإنها لم تكن بارزة باستثناء تدعيم مركز الحراسة بالألماني بيرند لينو والدفاع بالسويسري المخضرم ستيفان ليشتاينر.

أما على صعيد تشلسي فإنه تعاقد مع المدرب الإيطالي ماوريتسيو ساري ليحلّ بدلاً من مواطنه أنطونيو كونتي، وهذا ما يفرض تغييراً في شكل الفريق بين الأداء الهجومي لساري والدفاعي لكونتي ما من شأنه أن يجعل كرة "البلوز" أكثر إمتاعاً. تشلسي كان حديث الانتقالات في اليومين الأخيرين بعد أن باع حارسه المميز تيبو كورتوا لريال مدريد الإسباني وابتاع كيبا أريزابالاغا بمبلغ قياسي لحارس مرمى هو 80 مليون يورو. استبدال حارس مثل كورتوا لا يبدو عادياً حيث ستكون الأنظار على بديله الشاب وإذا ما كان تشلسي قد اتّخذ القرار الصائب.

ما يهمّ في ملعب "ستامفورد بريدج" أن الفريق أبقى في صفوفه نجمه الأول الذي تألّق في مونديال روسيا، البلجيكي إيدين هازار، الذي كان مطلوباً لتعويض النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في ريال مدريد، بالإضافة إلى البرازيلي ويليان.

كذلك فإن توتنهام يبقى، كما كل موسم، رقماً صعباً في البطولة الإنكليزية وهو بدوره تمكّن من الاحتفاظ بأبرز عناصره وفي مقدّمهم الهداف هاري كاين.

هو موسم جديد في إنكلترا إذاً ينطلق اليوم بمواجهة مانشستر يونايتد وليستر وبقمة مرتقبة بين أرسنال ومانشستر سيتي الأحد. موسم ينتظر فيه المتابعون الكثير من بطولة لطالما قدّمت ما هو مميّز حيث للكرة في ملاعبها رونق مختلف عن البقية.      

المصدر : الميادين نت
الدوري الإنكليزي

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم