ألأقربون أولى -بقلم الأستاذ محمد حسن الشغري-كفرياسيف

هنالك العديد من الحديث عن الاقربين وما يتوجب علينا العمل من اجلهم وكيف ؟،وأريد هنا أن أنوه بان المقصود هو ليس فقط الاقربون من ناحية الأقارب فقط،بل كل ما انت تعتقد بانه قريب منك ويتوجب عليك تقديم العون والمساعدة بغض النظر عن الدين او العنصر او القومية او لون البشرة أو اللغة التي يتحدثها هذا،بل الذي تعتقد انت انه قريب منك واليك وبالامكان التعايش سويا في انسجام وتناغم وحسن جوار وبتفاهم وتعاون واحترام متبادل وكل يمد يده للآخر في مختلف الأوقات وفي الصعوبات التي تواجه الواحد منهم الآخر وفي المآزق والمحن والمصائب التي تحل بألآخر،ولا اريد أن اذكر ببعض من هذه ألاقاويل:جارك قريبك،والجار قبل الدار،جارك القريب ولا أخوك البعيد(في المناسبة ربما بسبب جائجة وباء الكورونا والبعد الذي سببته في أن نبتعد الواحد منَا عن ألآخر نجد اننا نحن اليوم في أمَس الحاجة الى من نتكلم معه وجها لوجه وليس عبر الشبكات الاجتماعية المختلفة المتنوعة،بل أن ترى وتلمس بيدك ألآخر الذي تحب ان تراه،ونحن اليوم ما أحوجنا الى تلك الأيام ونتمنى من أعماق قلبنا عودة المياه الى مجاريها وتزول هذه الغيمة والوباء والى الابد نتمنى ونضرع الى العليَ القدير أن يزيل عنَا هذا الوباء وعليه يتوجب علينا الانصياع الى التعليمات التي تصدرها وزارة الصحة والأطباء وغيرهم وعدم الانتباه الى المعلومات المغرضة والتي تمسَ بنا وبصحتنا وبأولادنا وبمدخولنا وعملنا واقتصادنا والراتب الذي نعيل به انفسنا والاسرة ولكي نعود نمارس الحياة العادية التي مارسناها سابقا ) قبل غزو الكورونا واليوم هي مختلفة الأنواع والتسميات،لكن يتوجب علينا ان نتطعم ضدها وفي مواجهتها والتقليل من تأثيرها وآثارها المستقبلية على بني البشر.

التعاون والعمل المشترك بين الناس لما فيه المصلحة العامة وصلاح المجتمع هو أمر هام وضروري والمساعدة المتبادلة كذلك،وعليه ارتأت مجموعة من رجال الدين والقادة من العرب واليهود في مدينة مالمو وهي مدينة تقع في اقصى جنوب مملكة السويد ويبلغ التعداد السكاني لهذه المدينة الجميلة والمشهورة بما في ذلك الضواحي نحو ثلاثة ارباع المليون نسمة يسكنها من مختلف انحاء العالم وشعوبه ومن مختلف الجنسيات والقوميات والذين أصبح معظمهم من حملة الجنسية لمملكة السويد يعيش هؤلاء بانسجام وتناغم واحترام متبادل وتعاون مشترك،لكن الانسان ربما بطبعه والبعض منهم يفتشون عن الإيقاع الواحد بألآخر ومما لا شك فيه حدوث اعمال غير محمودة تنغص الحياة الهادئة والتي من المفروض أن تبقى هي السائدة،وبادر الى ضرورة تغيير ما يحدث الامام صالح بركات والحاخام موشي دافيد هكوهين وجمعية"أمانه" بتنظيم حوار إسلامي-يهودي في المدارس في هذه المدينة ويدخلون الى هذه المؤسسات بزيهم الديني ويستقبلون بحفاوة واحترام ويلقون سلسلة من المحاضرات في كيفية منع التطرف والعنصرية في المجتمع السويدي والتي على الغالب ما يكتوي بنارهه المسلمون واليهود كأقلية ويتم طرح الأسئلة على المحاضرين حول مختلف المواضيع وعلى التعاون بينهما وبين المجتمع السويدي واسئلة متعددة مختلفة دينية وحقوق ألانسان لدى أبناء الديانتين والتطرف والعنصرية والثقافة الإسلامية واليهودية ومواضيع مشتركة للمسلمين واليهود مثل تحريم اكل لحم الخنزير وكيفية معالجة التطرف والعنصرية والكراهية لابناء الديانتين والختان وقال مسؤولون في جمعية "أمانه" وحاخامية مالمو :ان مثل هذا الحوار هام جدا فهو يعرَف التلاميذ السويديين وغيرهم من بلدان أخرى على الإسلام واليهودية ويتيح المجال أمامهم على تفهم ألآخرين واحترامهم سيما وان هذا الحوار الديني ينظم في مواجهة التطرف والعنصرية والكراهية لليهود والمسلمين-اسلامفوبيا وقد جرت العادة قيام نشاط مشترك عندما تمَت عملية احراق كنيس في جوتنبرغ واستوكهولم ومساجد حيث تمَ تنظيم سلسلة بشرية من المسلمين واليهود متحدين هذا الاعتداء ومنظمين حملات توعية مشتركة والتي نالت استحسان ودعم الحكومة والممثلة بالحزب الاشتراكي الديموقراطي وحزب الخضر- البيئة ومدعومة من أحزاب أخرى وجميعهم استنكروا وشجبوا الاعتداء على بيوت العبادة كالكنس والمساجد والتي تمَ الاعتداء عليها من قبل عنصريين.

ما المانع أن يتبنى رجال الدين في بلادنا من مسلمين ومسيحيين ويهود وغيرهم من التعاون ودخول المدارس والمؤسسات التعليمية والحديث حول مواضيع الساعة من دينية واجتماعية وغيرها وبهذا ربما نضع حدا لاستمرارية التحريض على المجتمع العربي(مع ان التحريض ضدنا هو على أساس عنصري بالدرجة ألاولى)لكن ما المانع من التجربة السويدية؟في الماضي كنا نقوم بالقاء محاضرات حول الأديان والإسلام وخاصة في ما يتعلق بالمرأة وحقوقها في الإسلام وتعدد الزوجات ومواضيع أخرى كنا نختارها نحن أ و الهيئات التي تدعونا الى القاء مثل هذه المحاضرات امام محليين وأجانب مثلا في "نيس عميم" بالقرب من مدينة نهاريا وهي قرية سياحية تعاونية يسكنها يهود ومسيحيون من أوروبا وكنا نجري مقارنة بين مواضيع متنوعة قانونية واجتماعية وارث وحقوق الانسان بما في ذلك حقوق المرأة والتي كرَمها الدين الإسلامي خير تكريم وأعلى من شأنها،وهنا في بلادنا من المفروض ان يكون التعاون بين المسلمين واليهود باحترام كل ألآخر وليس التحريض والذي هو بألاساس تحريض عنصري على الأقلية العربية الفلسطينية في بلادنا.

يحتفل المسلمون في البلاد وفي العالمين العربي والإسلامي في العاشر والحادي عشر ألاربعاء والخميس أي في السابع والعشرين من شهر رجب الفضيل بالذكرى العطرة لمناسبة الاسراء والمعراج جعلها الله ذكرى مباركة على الجميع وألف بين القلوب وابقانا موحدين ومتعاونين مع غيرنا لما فيه المصلحة العامة ورفاهية العيش ونعيش في أمن وأمان وسلم وسلام ونستمر في احترامنا الواحد للآخر فالدين للله والوطن للجميع وكل عام وانتم بالف الف خير.

موقع الملتقى غير مسؤول عن المقالات المنشورة التي تعبر عن رأي كاتبها والموقع يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير .

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم