أولادنا فلذات أكبادنا-بقلم الأستاذ محمد حسن الشغري – كفرياسيف
أولادنا فلذات أكبادنا-بقلم الأستاذ محمد حسن الشغري – كفرياسيف
احتفالات جرت بمناسبة يوم الطفل العالمي أو يوم الولد او أية تسمية أخرى ترونها مناسبة منها ما شرحوا عنها بانها سياسية وغيرهم اجتماعية وإنسانية وغير ذلك من تسميات، المهم انه جرت احتفالات وشارك فيها هؤلاء الذين كانوا سعداء في هذا اليوم وهذه المناسبة وغيرهم من الذين لم يكونوا سعداء وبنسب مختلفة من السعادة والهناء او الحزن الذي لفهم،وان قلنا بان هذه المناسبات بوشر بها في أعوام مختلفة سنة 1949 وعام 1954 الى الإعلان عن حقوق الطفل عام 1959 الى اتفاقية الطفل عام 1989 وغيرذ لك من التواريخ المختلفة،المهم ان شهر حزيران ملئ بتواريخ ومناسبات ليوم الطفل-الولد وفي جميع هذه المناسبات المختلفة تقام الاحتفالات والافراح والليالي الملاح بغية ادخال البهجة والسرور الى قلوب الصغار،ولو نظرنا الى هذه الاحتفالات بالمظهر نراها جميلة وتفرح القلوب وتذكروا بان المسيرات التي كانت تنظم في الأول من شهر أيار عيد العمال العالمي كان يتقدمها فرق كشفية من الصغار وكان هؤلاء مصدر وانبعاث بهجة وفرحة وسرور بالمسيرة الكشفية التي شاركوا فيها ليس فقط لاهميتها في نظر من بادر اليها،بل أيضا في قلوب صغار السَن ولا ندري نفسيا كم من الوقت ستبقى هذه الذكريات راسخة في عقول هؤلاء أو كم من السنين سيبقى صغارنا يحفظون هذه المناسبات والتي ربما تتطور الى ان يصبح من شارك فيها قائدا سياسيا او اجتماعيا او شخصا معروفا في المجتمع لان البداية أحيانا تكون دليل ويثبتون ذلك مستقبلا ولا نريد القول بان"الديك الفصيح من البيضة بصيح".
المعلمون والمرافقون وغيرهم من الذين يتابعون هؤلاء الصغار يتوقعون لهم مستقبلا مميزا ربما يكونوا على صدق وربما أحيانا يخيب أملهم،وكم من مرة نسمع من هذا أو ذاك بان لهذا الصغير نتوقع مستقبلا زاهرا ويصيبون،وأخرى تخيب ألآمال،لا بأس المهم أن نعلم بان التوقعات أحيانا تصيب وأحيانا تخيب وكم من مرة تحققت ألآمال وأخرى باءت بالفشل والأسباب كثيرة منها عدم التأقلم والبيئة والتربية والمحيط والامكانيات المادية والانسجام والتناغم المعيشي والظروف الاقتصادية والامكانيات المالية والعيش الاسري والتربية البيتية وغير ذلك من الأسباب والمسببات،وكلنا يقول ان الاهل يبذلون الغالي والرخيص في خدمة الأولاد ومستقبلهم وكل حسب الإمكانيات المتوفرة لديه،ثم لا ننسى أن هنالك ظروفا طارئة تحدث أحيانا وهي مما لا شك فيه تكون عائقا امام تقدمَ هؤلاء الصغار وتطورهم في شتى المجالات والميادين والانسان دائما يتوقع الأفضل،لكن أحيانا تهب عواصف لا تشتهيها السفن والقافلة تسير وتنتهي فترة ألآمال وعندها لا يستطيع المرء أن يغيَر.
نحن نتحدث عن الأوضاع المتوقعة في بيئة معقولة إنسانية وأوقات السلم وليس في أوقات الحروب أو المناوشات والخلافات بين الدول والشعوب وألامم عندها أوضاع الصغار على الغالب تتأثر كثيرا وكثير جدا،ففي العديد من الدول في افريقيا وليس فقط في افريقيا بل في دول أخرى في هذه المعمورة آلاف الأطفال والصغار يعانون من الامراض والموبئات الأخرى التي تتسبب في موت الملايين من صغار السن نتيجة للنقص في التغذية الصحيحة والكافية ويتوفرالدواء لكل داء والغذاء لمن هو بحاجة اليه ويهتمون بالتربية والتعليم والقضاء نهائيا على مشاكل التعليم وتوفر المعلمون والمربون وغيرهم من الذين يناط بهم التربية والتعليم والثقافة وتوسيع المدارك والتقليل من الذين لم يسعفهم الحظ ويدخلون المدارس ويلتحقون في ركب التربية التعليم،عندها يتَم التغلب على مشكلة ألاميون خاصة في الدول الافريقية والعربية وفي غيرهم ولا ننسى الميزانيات الكبيرة التي يحتاجها كل طفل الى ان يكبر وينمو ويصبح يافعا وشابا وكبيرا وكل هذه المراحل بحاجة الى أموال وميزانيات هائلة وبرامج مدروسة للنهوض بهم وبالمجتمع الذي سيقودونه مستقبلا وكم من واحد تقَدم وقاد واصبح مسؤولا وتولى إدارة دولة وحكومة وكثيرون لاقوا حتفهم في حروب ولم يسعفهم الحظ ووصلوا الى نهاية الطريق عندما تهدمت البيوت التي يسكنوها على رؤوسهم ولاقوا وذاقوا الامرين فهل هؤلاء عاشوا وراوا المستقبل الذي ارادوه لانفسهم؟بالطبع لا ،ليس لهم ولا لذويهم ولا لشعبهم،صغارا كبروا ونشأوا وفي نهاية المطاف اختفوا من الحياة على الرغم من جميع الطرق والوسائل والبرامج التي خططوا لها هم أو ذويهم ومنظمة الأمم المتحدة والتي سنَت القوانين لحماية الأطفال والصغار لم تستطع أن تسعفهم أو تساعدهم في شيء واليوم يتبرعون لاطفال سواء في آسيا أم في افريقيا ام في دول أخرى من دول العالم حيث الجوع والمرض والفقر والعازة ولا يجدون الطعام الكافي لمعيشتهم فهل الاحتفال بيوم الطفل او الولد او الصغير العالمي وارسال الهدايا المختلفة يكفي؟؟لا وألف لا ،المهم ان نحاول قدر الإمكان الاهتمام بهم منذ الولادة وبعدها وتربيتهم أفضل تربية بهدف الوصول الى بَر الأمان لنعيش في مجتمع متناغم متسامح يحترم بعضه بعضا فالجميع بشر ويمتون الى الإنسانية جمعاء لا تمييز لا تفرقة عنصرية بين واحد وآخر بغض النظر عن الملة والدين والعنصر والقومية ولغة التخاطب فكلنا أولاد آدم وحواء ويجب علينا العيش سويا بتفاهم واحترام وكل ما هو حسن وان يوم الطفل العالمي ليس مهما متى يحل المهم كيف سنربي أولادنا ونكون مخلصين للتربية الإنسانية ومحبة الانسان والغير وقبوله.
موقع الملتقى غير مسؤول عن المقالات المنشورة التي تعبر عن رأي كاتبها والموقع يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير .
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم
تعليقات