الشعبُ والشغبُ سهيل عطاالله

 

اذا اردنا ان ندفع عن أنوفنا روائح الشغب الكريهة علينا أن نتعطر بالأنفة.. أنفة الشعب.. أنفة الكرامة الاجتماعية والقومية.. هذه الأنفة التي تُعيد الى اذهاننا وهج الدروس الوطنية التي ارضعنا اياها معلمنا الخالد أبو خالد.
أرادنا طودُ الكبرياء جمال عبد الناصر أن نربض سباعا على امتداد سهول وسفوح وجبال الوطن ذودا عن التراب والهوية والتاريخ.. أرادنا أن نصفع ونصرع الشعوبية..أراد أن يجمعنا في جبهة واحدة وخندق واحد وزورق واحد في وجه الشعوبيين من العرب الوصوليين وأربابهم الطامعين بتفتيتنا وتقسيمنا الى طوائف وقبائل متناهشة بُغية الأجهاز على ثرواتنا وخيراتنا. هؤلاء الشعوبيون لهم طاغوتهم وسطوتهم ومن خلالهم تعثر ويتعثر أمثال عبد الناصر ليبقى العرب مخنوقين يلفظون أنفاسهم في مستنقعات التخلف والتشرذم المقيتين!!
الشعوبيون قوم يُصغرون شأن العرب ويضعون الأعجام والدُخلاء في مرتبة أسمى من كل العرب.
بنفث سمومهم يتبنى الشعوبيون شغبا للهيمنة على شعب يريدونه منزوع الحول والطول.
عندما تتهاوى الديمقراطية في مؤسساتنا الحزبية والقيادية لا يبقى لنا الا ابناء الشعب الذين يجترحون المعجزات رافعين رايات الصلاح والاصلاح ليزدهر الوطن بأمن وأمان.
كيف يمكن ان يحكمنا تنظيم حزب يدعي اعضاؤه انهم يملكون الدنيا والآخرة معا؟!
كيف يمكن ان يحكمنا زعيم مُتزعم في عائلة يعمل فقط لخير عائلته وفريق اصدقائه وينسى الآخرين متناسيا وعودا قطعها قبل اعتلائه سدة الحكم؟!
كيف يمكن ان نتعايش مع فُجار يلبسون ثياب الابرار.. فجار يغتصبون نساء الوطن ويُمثلون بجثامين شهدائه؟! كيف يمكن ان يكون الربيعُ ربيعا وشعوبنا يطحنها الاقتتال والاغتيال؟!
لن يكون ربيعنا ربيعا مورقا جميلا ونحن نعيش في عصر الارهاب القبلي والديني الذي يعني بمجمله ارهابا فكريا يتباهى به حُكام متسلطون يكتبون بمسدساتهم نهجا لحياة سقيمة مأزومة!!
اللهم أبعد عنا سوءات الحكام المارقين الكاذبين وأجعل ربيعنا دفيئة حب تقينا كيد وشر الأثمة الحاقدين.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم