في آذار الخصب والربيع والأرض والانتماء نجل الجليلات أمهات وإناث مصونات ينثرن بذور الخير في حياتنا.
في مقالتي هذه أقتبس بداية ما قالته عظيمة من عظيمات أمتنا يوم قالت: "كرهني الغرب لأني عربية وكرهني العرب لأني امرأة".
رحم الله ابنة الموصل زها حديد أو على الأصح زَها بفتح الزاي. إن ذكر العراقية البريطانية سيدة فن المعمار على امتداد الشرق والغرب يجعلني أتساءل وأسأل رجال يعرب: من تحت رحمة من؟! المرأة ام الرجل؟!
في أدبنا الكنسي يكررون في كل طقس زفاف أي في كل إكليل أن الرجل رأس المرأة كما أن المسيح رأس الكنيسة، وفي القرآن الكريم نقرأ أن الرجال قوامون على النساء.
في سياق هذين القولين نجد المرأة تابعة مذعنة ومكانها الدرجة الثانية!! وهنا حري بنا أن نؤكد أن هذه الدرجة لا تعني الأخيرة كما يحلو لبعض الرجال فهمها لأنهم بهذا لا يريدون إنصاف الإناث بل يؤكدون استعبادهم الذكوري وهيمنتهم أو استعلاءهم على بناتهم وأخواتهم وعماتهم وخالاتهم وجداتهم وحتى امهاتهم!! في تصوري هذا يصورون المرأة كيانا خاضعا راكعا أتى الينا من ضلع الذكر ولم يأت من ضلعها هي، وأن أبانا آدم خلق أولا وأمنا حواء قدمت ثانيا.
قناعة الذكور بصحة توجههم تجعل المرأة مظلومة أمام ظالمها ومصلوبة أمام صالبها!!
إنهم فئة الرجال الراسمون لخطوط حياتها وهم جماعة المؤمنين أن قدرها ليس أكثر من خضوع وامتثال وأن سلاحها لا يتعدى الدموع كمفردات حوار مع الذكور في البيت وخارجه!!
يخطئ من يسحب هذا الكلام على العرب فقط فالمرأة لدى الشعوب الأخرى موضوعة في مكان لا تحسد عليه!!
هنالك أقوال غريبة عجيبة يرددها غير العرب: يقول أهل المكسيك: " لا تتكئ على المرأة ولا على الجدار المائل!"، أما البلغار فيقولون: " لا تثق بالمرأة ولا بشمس الشتاء!"، ومثلهم الاغريق أهل الاساطير وعشاق الربات الحوريات الذين يقولون: "لا تثق بالمرأة حتى وإن ماتت!". على خلاف هذه الشعوب يتألق اليابانيون قولا وسموا وفكرا حيث يرددون: "لا تضرب المرأة حتى ولو بزهرة!".
أيتها الاخوات.. أنتن باقات ورد عصي على الذبول.. بكن يزدان الوطن بالوفاء والبذل والعطاء.. معكن يكتمل الكون رونقا وبهاء وصفاء.
إنني على يقين أن شرف المرأة امتداد لشرف الرجل وشرف الرجل امتداد لشرف المرأة.. في آذار عيدان: عيد المرأة وعيد الأم ومعهما عيد الأرض: ثالوث مقدس أثير!!
على أرضنا نستحق أمن وجمال الحياة.. من على هذه الأرض ومن أرجاء هذا البيت أحيي الفاضلات الناشطات سياسيا واجتماعيا ووطنيا.. معهن وبهن تثبت القيم وتتسامق النعم ويزهو الوطن.
كل عام وأنتن ونحن معكن بألف خير.
"ألقيت في بيت المعلم في احتفالات آذار" – كفر ياسيف


 

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم