حبات الفول القبرصي

 

عائشة زوجة عبد الصبور حلفت أن لا بد أن تتزوج ابنتها فاطمة بواحد من الأطباء مثلما حصل لابنة سلفتها !! . أخذت عائشة تعد على أصابع يديها ورجليها عدد المتخرجين من كلية الطب في قريتها والقرى المجاورة فوجدتهم 16 طبيبًا .

وعلمت عائشة أن أحد الأطباء في القرية المجاورة – ويدعى المعطي بن البصير , طويل القامة , جميل الهيئة وخفيف الروح ...ابن المختار ابن حسب ونسب – قد تخرج من كلية طب العيون وهو يبحث عن شريكة حياته ... ولكن كيف الوصول اليه ؟

ذهبت عائشة برفقة ابنتها فاطمة – الرائعة الجمال .. التي أنهت الصف الثامن فقط – الى الشيخ عطية – قارئ الكف . فتحدث الشيخ عطية مع الجن امامهما ... ثم قال لهما : يقول الجن ان الدكتور المعطي يحب الفول القبرصي ... ثم انفرد بعائشة وقال لها : خذي ابنتك مع قليل من حبات الفول المسلوقة الساخنة الى عيادة الطبيب وتحدثي معه ثم ادعيه الى منزلك ... وهكذا كان .

وبعد ثلاثة أيام أخذت عائشة ابنتها فاطمة مع قليل من حبات الفول القبرصي الساخنة وقرعة باب عيادة الدكتور المعطي . ومع أنه كان يفحص أحد المرضى إلّا أنه قال : أدخل . فدخلت عائشة وابنتها فاطمة .فلما رأى جمال فاطمة اندهش ... وترك مريضه وأخذ يرحب بهما .ثم قال لمريضه : أنت معافى ... مع السلامة .ولما خرج المريض , قالت عائشة : عيون ابنتي فاطمة ترف كثيرا أيها الطبيب المحترم فما بالك؟

فحصها الدكتور عبد المعطي , وقال : أجمل من عيون المها .وهي على بعضها أجمل من الغزالة والزرافة ... فقالت عائشة : "عليك عزومة غداً في الثامنة مساءً ".

وفي الثامنة إلّا ربعا ً من مساء الغد كان الطبيب يقرع باب بيت عبد الصبور ... فاتت عائشة وفتحت الباب ... فلما رأت الطبيب , نادت ابنتها , قائلة : تعالي وانظري من جاء ؟ فجاءت فاطمة واستقبلت الطبيب بقبلة لها معنى ومغزى .وما هي إلّا لحظات حتى دعي الطبيب الى مائدة فاخرة .فأكل حتى شبع , وشرب حتى ارتوى .ثم استأذن ودعاهما إلى منزلة .

وبعد شهرٍ على تعارفهما تم الزواج . وقبل مرور سنة على زواجهما أنجبت فاطمة بنتا جميلة , إلّا أن الطبيب طلقها بحجة أنها لم تنجب طفلا – ذكرا قائلا لها : خذي ابنتك وعودي لأمك . فجاءت بيت أمها تبكي , قائلة : قد طلقني الطبيب المحترم . طلبت عائشة الطبيب بالهاتف ودعته الى منزلها . فلما حضر , قالت لابتها : أحضري حبات الفول القبرصي المسلوقة الساخنة مع قليل من الملح والكمون .فأحضرت وقدمت للطبيب الذي تبسم لها ... وتدخلت عائشة وأصلحتهما . ثم أوصت ابنتها قائلة : لا تطعميه كل يوم دجاج ولحم مشوي بل أحيانا فول , حمص وعلت .

انطون فرح

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم