زيارة بروفيسور سمير توما لمستشفى رمبام – حيفا
زيارة بروفيسور سمير توما لمستشفى رمبام – حيفا
متّع فؤادك حيث شئت من الهوى
ما الحبُّ إلّا للحبيب الأول ِ
كم منزل ٍ في الأرض يألفُهُ الفتى
وحنينهُ أبداً لأول منزل ِ
أبى الدكتور سمير توما الطبيب والعالم العربي المتميز ابن كفرياسيف إلّا أن يزور مستشفى رمبام مهد انطلاقته ِ الطبية والعلمية في سنوات الستين والسبعين من القرن الماضي . هذه الزيارة أتت تتويجاً لزيارته لأرض الوطن وتكريمه من قبل مؤسسة
" إبداع " – كفرياسيف بمناسبة اصدار ديوانه الشعري " قصائد من بلاد المهجر " .
الانطلاقة الطبية لبروفيسور توما بدأت من مستشفى رمبام وبالتحديد من قسم أمراض الكلى والدياليزا تحت إشراف الطبيب المؤسس للقسم البروفيسور أوري بيتر , ومنها سافر الى الولايات المتحدة الأمريكية في سنوات السبعين حيث أرتقى أعلى المناصب الطبية في مجال أمراض الكلى وضغط الدم المرتفع، وقاد الكثير من الأبحاث الطبية مما أهّلهُ للحصول على جوائز مرموقة في هذا المجال ودخوله في موسوعة الأطباء العالميين المتميزين .
زيارة بروفيسور توما لمستشفى رمبام جاءت بعد نصف قرن من تخصصة الطبي كاستشاري امراض الكلى في هذا الصرح الطبي العريق ونزلَتْ برداً وسلاماً على كوكبة من زملائه, طلابه , معارفهِ وأبناء كفرياسيف، حيث استضافهُ بروفيسور نعيم شحادة مدير قسم أمراض الغدد الصمّاء والسكّري , بروفيسور زاهر عزام مدير جناح الأمراض الداخلية , بروفيسور فهد حكيم مدير المستشفى الإنجليزي في الناصرة , الدكتور طوني كرّام مدير قسم جراحة الأوعية الدموية وزرع الكلى والبروفيسور زيد عباسي مدير قسم الفيزيولوجيا في كلية الطب والدكتورة سهير اسدي مديرة قسم الكلى- المركز الطبي رمبام.
لا يمكننا وصف اللقاء الممتع مع بروفيسور توما , الإنسان دمث الاخلاق, المتواضع , العلامة, الأديب والشاعر قبل أن يكون طبيباً، إلا باللقاء التاريخي , حيث أعادنا الى الوراء , الى سنوات الستين حين كافح وكابد متاعب الحياة والظروف الصعبة آنذاك ليحصل على شهادة الطب ومن بعدها التخصّص .
تجربة حياة بروفيسور توما كانت بمثابة درساً للاجيال التي أتت من بعده , ونموذجاً يُحتذى به من قبل أطبائنا وعلمائنا الذين يتبوأون اليوم أعلى المناصب الحساسة في مواقع عدة .
لقد امتد اللقاء لمدة ثلاث ساعات ومرّ الوقت دون أن نشعر ولم ننتهي من تبادل أطراف الحديث والاستماع لبروفيسور توما وهو يسرد بادق التفاصيل مراحل حياته الغنية ومسيرته العلمية والاجتماعية التي تستحق التوثيق . يندر وجود شخصية تجمع بين الطب, الأدب والسياسة وأن توازن بينها وأن يكون محبوباً من قبل الجميع.
د. توما أنت رمزاً لهذا الوطن وسفيرهُ في الخارج , وآمل أن تزورنا كل سنة مرّة على الاقل لكي نتابع المشوار .
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم
تعليقات