سنابل الخصوم تحمل بذورا من السّم الزعاف..
سهيل عطاالله
سمّ مسكوب في قوارير زجاجها شفاف براق.
مآتم الانتخابات وولائمها تزيدنا افرادا وجماعات هزائم تتلوها هزائم.
الهزيمة هنا وفي هذا السياق لا تعني سقوطا في معركة او كبوة من على صهوات خيولنا بل جرحا دائم النزيف.. جرحا يشوّه صحتنا العقلية لنبقى ضحايا مداسة تحت سنابك خيول فرسانها يريدون افتراسنا وابقاءنا لقما في افواه مَن يهوى تنغيص حياتنا وربطنا خانعين راكعين بمذاود الآبقين!
اسئلة كثيرة تجتاح ذهني عشية كل انتخابات في بلادنا. هل يصدق الحاكم الذي يريدني مناصرته وهو الذي يعتبرني فردا في قبيلة السقاة والحطابين؟!
أيستطيع هكذا وصولي ان يسير بي الى الامام؟!
أيستطيع هكذا متزعّم ان يكون نصيرا للمستضعفين المشردين المقهورين؟!
عندما نقف شرفاء شامخين موحدين نتوقف عن الغدر والنميمة والمتاجرة بدماء الغير من اخوة وجيران.. عندما نقف موحدين نشطب من معاجمنا احترابنا الأهلي والتمزق البغيض على اشكال طوائف ومِلل وأحزاب وفصائل. أكتب هذا الكلام عشية الانتخابات الآتية في آذار القريب.
ان الاستطلاعات التي تطلع علينا كل يوم قاصة لأجنحتنا، والخطب اليمينية الجائرة التي تدغدغ مستمعينا والمرددة بأن الحاكم القاهر سيشطب قهرنا.. هذه الاستطلاعات وهذه الخطب ما هي إلا عبوات ناسفة حارقة تضرم النيران في مشاركتنا وشراكتنا وترمينا في شرك يختنق بين حباله العباد والبلاد.
انه من واجب كل عربي وطني غيور ان يهِب صوته ليحمي وجوده وهويته ولغته من الفناء والضياع.. في تصويتنا للقائمة المشتركة نحوّل اصواتنا الى سياط نجلد بها جلادينا من العرب وغير العرب ونعطي للناس دروسا في النخوة والعطاء والبقاء.
ان مناصرة القائمة المشتركة أمانة ملقاة على اعناقنا وواجب مقدس تنشده كرامتنا..
في وفاقنا نهزم قبائح الشِقاق.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم