شهرياران : الاستاذ سهيل عطاالله
شهرياران
سهيل عطاالله
10/9/2022
في هيكل كل رجلٍ أو بالأحرى كل زوج يسكن شهرياران: شهريار وسيم وشهريار دميم.
عندما تدخل المرأة في حياة الرجل ينتظرها هذان الشهرياران.
من الطبيعي أن تعمل الزوجة على الاحتفاظ بشهريارها الخير بتغييب شهريارها الشرير!
تستطيع المرأة ذلك إذا ما تقمصت شخصية شهرزاد تلك التي اغتالت طبيعة الشر في شهريارها من خلال لعبها الأدوار المختلفة!
في كل ليلة من ليالي (ألف ليلة وليلة) كانت شهرزاد تتجدد لتلعب ألف دور ودور، وفي كل دور وكل ليلة كان لها مذاق آخر ونكهة أخرى..
لم تُتح لحظة واحدة لشهريار الشر أن يستيقظ في كيان السلطان لأنها تبدلت فبقيت وشائج المحبة تجمعها مع زوجها بعيدا عن الملل ورتابة الحياة! بفضل هذا كله بقيت شهرزاد سيدة للقصر وعلى يديها تآكلت نزوة الانتقام في دماغ زوجها لتتحول الى مسحة عشق ومودة واحترام في كل سم من مسام جسده وكل خلية من خلايا دماغه.
عندما يتدفق دم شهرزاد في عروق نسائنا تتلاشى قبائح الخداع بين الأزواج والزوجات لتصبح ملائح نقاء وصفاء تملأ بيوتنا ومجتمعاتنا بالفضيلة ورونق الحياة. عندما يتخلى شهريار عن أوله وآخره (شر) إكراما لزوجة متجددة قولا وفعلا وشكلا نتجاوز ما مارسه المصريون القدماء عندما كانوا يعاقبون الزاني بسمل عينيه وكان الرومان يعاقبون المرأة بجدع أنفها.
نرجو ألا يعيد هذا التاريخ نفسه لنغرق في وحول الانفلات والاباحية كي تبقى أنوف النساء وعيون الرجال مواقع أنفة وجمال!
يهتز رجاؤنا هذا عندما يُطل علينا جمع الرجال الذين يريدون حرية لهم دون سواهم زاعمين أن الواحد منهم شبيه بنحلة تحوم من زهرة الى زهرة لجمع الرحيق: المرأة في مفهومهم هي الزهرة المتجذرة في مكانها حيث لا تستطيع يوما اقتلاع نفسها من حوض الورد لتقفز من نحلة الى نحلة!
ما أقبحها من حياة فيها يبيح الزوج لنفسه ما لا يبيح لزوجته ويبيح الأخ لنفسه ما لا يبيح لأخته!
شرف المرأة لا يكتمل إلا بشرف زوجها! وشرف الأخت لا يكتمل إلا بشرف أخيها.. حكايات قتل النساء صونا لشرف العائلة فيه اغتيال لشرف الرجال.. الشرف لا يتجزأ.. في صيانته يسعد الذكور والإناث وفي انتهاكه يهلك المجتمع بنصفيه.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم
تعليقات