عربيان مسيحيان في حضرة الرسول

سهيل عطاالله

مدحُ الرسول العربي الكريم لم يكن حكرا على المبدعين المسلمين بل تألق فيه ابداع مبدعين عرب مسيحيين.

في مقدمة وصدارة هؤلاء كان الشاعر القروي الذي ترك وصية قبل وفاته عام 1984 أن يُصليَ عليه كاهن وشيخٌ طالبا أن يتركوا هلالا وصليبا على شاهد ضريحه إضافة الى تلاوة الفاتحة مع الصلاة الربانية يوم جنازته.

إن تعلق رشيد سليم خوري بالنبي الكريم جعل البعض يلقبونه قديس العروبة، ولحبه الإسلام اتهمه آخرون انه اعتنق دين النبي العظيم. لقد قال طيب الله ثراه:

"عيد البرية عيد المولد النبوي

في المشرقين له والمغربين دوّي"

دُعي هذا اللبناني المسيحي الى حفل في سان باولو بمناسبة عيد المولد النبوي وطلب منه الكلام فقال:

" أيها المسلمون.. أيها العرب..

يولد النبي على ألسنتكم كل عام مرة..

ويموت في قلوبكم وعقولكم وأفعالكم كل يوم ألف مرة"

بهذا الكلام البيِّن الجلي أراد مخاطبة المسلمين الذين نسوا وتناسوا أن الإسلام دين سلام ورحمة ومغفرة وتسامح!!

في هذا المقام يُشنف آذاننا ويثري أذهاننا سيد ابداع لبناني آخر يُطل علينا من بلاد الأرز.. إنه العربي اللبناني الأثير سعيد عقل.. من يراعه يأتينا صوت سماوي.. صوت سيدة الغناء فيروز.. لنسمعها تغني رائعته لمكة الحاضرة حضورا روحيا في وجدان المسلمين والمسيحيين على حد سواء:

" غنيت مكة أهلها الصيدا

والعيد يملأ أضلعي عيدا"

ما أسماه من سمو فكر عربي مسيحي حين تعلن فيروز الرحبانية انتماء شاعرنا العربي اللبناني فتغني معه للقرآن وكأنه انجيل المسيحيّ الذي يرتله بل يجوده أهله المسلمون:

" يا قارئ القرآن صلي لهم

أهلي هناك وطيب البيدا"

بصوت فيروز وروائع القرويّ وسعيد عقل يتحول الصوت والكلمة.. الى سياط نجلد بها من يريد شرذمتنا والايقاع بعيشنا المشترك نحن العرب مسيحيين ومسلمين.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم