عرس أمريكي إسرائيلي // سهيل عطاالله


في كل دورة انتخابات أمريكية يتنافس الحزبان الامريكيان للحصول على بركة إكليل غير مقدس تدخل فيه العروس الإسرائيلية عش الزوجية تارة مع عريس ديمقراطي وتارة مع حبيب جمهوري.
يجمع الأمريكي والإسرائيلية حب ساخن يبعد عن عشهما شبح الخداع أو بالاخرى أبغض الحلال.. هما صادقان في حبهما حتى النخاع!! فلا حاجة لديهما يوما للانفصال.. هكذا تجد العروس جسدها وعقلها في حماية زوج يرعى ويحمي عش الزوجية الى أبد الابدين.
في كل موسم انتخابي يزور العريس بلد العروس المشتهاة حاملا مهرا وتعهدات حب ووفاء مؤكدا لأهل العروس بأن ابنتهم في أحضانه ستنعم بدفء ووفاء أبديين، ويجزم معلنا ان في ذهنه وجعبته ما لا يستطيع تقديمه العاشق المنافس من الحزب الآخر!!
وعود الولاء هذه من المغرم الأمريكي تتزامن مع كلام يقطر عسلا يطلقه الغريم الآخر مؤكدا أنه أبدا على العهد فسلاحه وأمواله وإعلامه لفتاته الإسرائيلية. في هذه الحال لا يسع أهل العروس إلا قبول خاطب ودها جمهوريا كان أو ديمقراطيا فكلاهما في الحب والمدد سيان!!
الغريب العجيب في حكاية العشق هذه أن الامريكيين لا يفكرون لحظة في مراعاة مشاعر وطموحات جيران العروس.. فأهل العروس بدورهم يجهلون أو يتجاهلون أن مخدع ابنتهم قد يشوشه قلق وأرق مع وجود جيران يتناهشهم اللاستقرار وغياب الأمن والأمان!!
فلماذا لا تفكر بلد الحبيب بجيران العروس وتصالحهم مع أهلها؟!
متى يقتنع أحباء العروس أن عسل محبتهم هذا سيبقى علقما ينغص ويمرمر حياة من يجاور منازل أهل العروس؟!
لن يهنأ للعروسين بال والهناء غائب من حياة جيرانهم العرب المستضعفين!!

 

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم