عشاق الأضواء // سهيل عطاالله
دائرة الأضواء حالة مرضية تحيط بالكثيرين في مجتمعاتنا!
يحرص عشاق هذه الدائرة على البقاء في وسطها ولو تجاهلوا حقيقة كونهم من فاقدي النزاهة المتسلقين مرتفعات تقودهم الى هبوط نحو القاع!!
هل سمعتم عن الذين يرتفعون الى أسفل؟!
هم أولئك المغفلون ببهاء مصطنع يستر غياب الصفاء وغياب السناء!
كم من رجل يتوارى قابعا في فوضى بريق الأضواء معتقدا أن هذه تخفي جهله وسطحيته من خلال شغفه بالوقوف على السطح على غرار راقص استعراضي متشاوفا مداهنا متشبثا بلقب غش وخداع مارسهما بعيدا عن الغوص في الأعماق والبحث عن أصالة المعرفة ونبل الفضيلة!
عاشقو الأضواء يصلون إليها من خلال هيمنة على صدق الآخرين شاهرين سلاح المال لابتياع عقول المعجبين المطبلين المزمرين!!
عندما تنحسر الأضواء عن أحد السطحيين تتهاوى ألقابه فيهرب ليعيش بعيدا عن الذين لا تشغلهم الأضواء ولا يخشون أحدا إلا الله ولا ترهبهم الألقاب والمناصب لأنهم من سابري الأغوار العارفين الصادقين غير المداهنين بعكس الواقفين على السطوح المتمنطقين بالزهو الكاذب والخيلاء!!
ما أكثر السطحيين في مجتمعاتنا؟! بئس هؤلاء!! قاماتهم بلا قيم.. طوبى لكل من يحجمهم وينأى عنهم لأنهم وباء لعين وعيب مشين!!
إنه ليوم مبارك عندما نرى أهل العمق والعقل يعملون في مؤسساتنا على اختلافها.. عندها نمسي محاطين بهالات من أنوار الصدق والمعرفة ونصبح فعلا أبناء أمة يتقلد كل واحد منها منصبا يليق بكفاءاته وزخف تفانيه وعطائه!!
مع إطلالة هذا اليوم المبارك يسمو الناس بالعقل ويسمو العقل بهم!!
في الحديث النبوي الشريف:
"الجنة مائة درجة- تسع وتسعون منها لأهل العقل وواحدة لسائر الناس".
ما أشرفنا ونحن نقف على شرفات هذا الحديث.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم
تعليقات