عفارم أيها الأكارم!

سهيل عطاالله

2021-11-09

لفظة "عفارم" تأتينا من رحم أمها التركية.. إنها من تراث لغوي عثماني دخل إرثنا العربي عندما حكم بنو عثمان شرقنا على امتداد السنين بل القرون.

عندما يبز أحدنا الآخرين عِلما وإبداعا ومسلكا نقول له: "أحسنت" بالعربية أي "عفارم" في محكيتنا المأخوذة من "أفارن" التركية التي يستبدل نونها بالميم إخواننا في أرض الكنانة.

في "عفارم" المحاباة الكاذبة نُخرج الاستحسان من سياقه حيث نخاطب الأشرار وكأنهم أخيار!! فالأب الذي يتباهى بابنه الذي يتنمر على ابن الجيران يكون أبًا مُناصرا للعنف والعسف.. والأم التي تغض البصر عن إبنها متباهية بنيله علامة كاذبة مزورة أفرزها مسلك الغش في الامتحان هي أم فاسدة مُفسدة!! والحاكم الذي نباهي بمناصرته وهو من الذين ارتقوا الى سدة الحكم بالغش وشراء الذمم سيبقى مذموما في عيون الأخيار ولو تكرر لأسفنا جلوسه حاكما ملتحفا بالسواد والفساد!

في قصة (عفارم) هذه أذكر كيف خاطب بعضنا الرئيس العراقي صدام حسين عندما اغتصب أرض الكويت غازيا محتلا.. أذكر الذين طبلوا وزمروا له مرددين "عفارم" "عفارم"!! ألم تأتي عفارهم تلك بعساكر العم سام لكسر هيبة وكرامة العرب والمسلمين؟!

في هذه الأيام يتعرض بلدُ الأرز لجحود أبناء امة احتضنها لبنان.. لبنان الذي تعلم في حياضه ورياضه العرب من الخليج وغير الخليج.. تعلموا الحرية كتابة وتعبيرا والابداع والأمن والأمان.. هذه الفضائل التي لم تتوفر لهم في أوطانهم المحكومة بالوصوليين النرجسيين!!

عجبا لعرب يسحبون سفراءهم هذه الأيام من بلد يريد لأشقائه ألا يتحاربوا.. ألا يتناهشوا.. الا يمارسوا أوزار الاقتتال.. الا يلتحفوا بالعبثية!!

أقولها وبدون محاباة.. أقول "عفارم" لوزير الاعلام اللبناني جورج قرداحي.. مرحى لك أيها العربي المفوه الكريم.. أنت الذي تريد وئاما لشعوبنا بعيدا عن التمزق والخصام!!

أرجو أن يكثر الأكارم في حياتنا لنقول لهم مفاخرين صادقين "عفارم" ايها الصِّيد النجب.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم