أرثيكِ أيتها المربيّةُ الفاضلةُ، الّتي ترعرعْنا في صِغَرِنا بينَ أحضانِكِ وتربَيْنا على أيديكِ. كنتِ القدوةَ لنا، منكِ تعلّمنا وواصلْنا سَبيلًا طويلًا. 
أنتِ الانسانةُ الّتي أُعِزُّها والّتي لا تفارقُ ذاكرتي يومًا. أثَرُكِ في قلبي عميقٌ وحُزني لِفراقِكِ أعمقُ. 
يا مَن زيّنتِ أجيالًا واعتنيتِ بكثير من الأشخاص الذّينَ مرّوا بمحطاتٍ كثيرةٍ.
لنْ ننسى جوهرةً ثمينةً مثلَكِ. أنتِ مثالُ الوقارِ والقدرِ والمثابرةِ والعطاءِ والمحبةِ. أنتِ مَنْ وضعَتْ بصمةً ثابتةً في المجتمعِ. فضلُكِ يزهرُ يومًا بعدَ يومٍ وأثرُكِ سيبقى محفورًا لا يزول أبدًا. 
لحظاتٌ وأيّامٌ وسنواتٌ منْ عُمْرِنا ومراحِلِنا شَهِدَتْ تربيتَكِ لنا وغايتَكِ نحونا حتّى قطفتِ ثمارًا ناضجةً يومَ تَخرُّجِنا في كلِّ عامٍ منَ الأعوامِ، فهيِ ليستْ بقليلة. 
بقيتِ تفخرينَ وتسعدينَ بنا لإنجازاتِنا ونجاحاتِنا. بقيتْ بكِ نظرةٌ مميّزةٌ علينا نحنُ اولادك  نظرةٌ تكنُّ المحبةَ والتّرابطَ والأملَ والحنانَ. 
أرجو منَ اللهِ أنْ يبدلَكِ دارًا خيرًا من دارِكِ وأهلًا خيرًا من أهلِكِ، وأنْ ينعمَ عليك بمنزلةٍ أعلى وأجلّ لتسكني بها في آخرتِكِ. 
أدعو الله أن يملأَ قبرَكِ بالرّضا والنّورِ والفُسحةِ والسّرورِ، وأنْ يجعلَكِ منَ الّذينَ سعدوا في الجنّة خالدين فيها ما دامتِ السماواتِ والأرضَ.

 الرب اعطى والرب اخذ ليكن اسم الرب مباركاً

لروحك السلام 


 كلمة للدكتورة كارولين نقولا في رثاء المربية الفاضلة ، المرحومة نازك نعيم أسمر .
 

                                                         

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم