عودة الحرب الباردة // سهيل عطاالله

 

في ترسانة الحرب الباردة يخزن هواة الحروب أفكارا نارية أو بالأحرى نووية!!
عشية تفكك الاتحاد السوفييتي عام 1991 تفككت الايدولوجيات الساخنة وتحولت الى ايدولوجيات شبه دافئة!! عندها اعتقد الناس أن الحوار العسكري ولى برصاصة ودماره.. عندما نتابع ما يردده ساسة أمريكا وتحديدا اصدقاؤهم الأوروبيون والإسرائيليون يتضح أن ما مات باق حي يُرزق، فالحرب الباردة هي تلك الساخنة مع وقف التنفيذ! مسالك هذه الحرب سالكة في اذلال الإسرائيليين للفلسطينيين المتواجدين معهم في نفس الخندق والزورق الحياتي!!
تتحول الحرب الباردة الى حارقة عند الحواجز التي يسلب فيها ضابط الحاجز حرية الفلسطيني المنتقل من ناحية الى ناحية ومن زاوية الى زاوية في هذا الوطن الجميل.. هنا في غرائب الاذلال يتحول وطن شعبينا الى وطن يستوطنه الحقد والفصل العنصري!!
ان خريجي المدارس الامريكية من قادة وجنود يعيدون الى واقع حياتنا نماذج معاناة عاشها يوما السود الامريكيون لا تختلف عما يعيشه الفلسطينيون في أيامنا هذه!!
مع استمرار الحرب الباردة هذه يبقى المقهورون مقهورين والقاهرون بلا أمن وأمان!!
لنتابع ما يقوله جو بايدن عن ايران وما يقوله عن روسيا مساندا أوكرانيا في تجنيدها كتائب (الناتو) لتكتب قهرا لشعب متماسك لا يريدون له تماسكا فوق أرضه وترابه!! العقوبات التي يلوح بسيفها الرئيس الأمريكي لتنغيص حياة الروس والإيرانيين يرى فيها الليبراليون الاحرار في عالمنا مخالب وحوش همها الأول والأخير افتراس أمن الشعوب وانتهاك حريات البشر.
داخل أمريكا وخارجها تتراجع شعبية بايدن في أعين رافضي الحروب الباردة والساخنة على حد سواء!!
كي يستوطن السلام في أرجاء عالمنا على الشعوب أن تنهض في كل مكان لتناهض المتجبرين- تجار الحروب الباردة والساخنة!!
علينا أن نأتي بقادة يحاربون العنف أمثال العظيم الراحل (ديسموند توتو) الذي نترحم عليه هذه الأيام وهو الذي رفض مشاركة طوني بلير المنصة في جوهانسبرغ لأن بلير دعم الغزو العسكري الأمريكي للعراق وقال يومها:
"إن محور القمة هو القيادة.. الاخلاق والقيادة غير قابلتين للتجزئة".
بقي الغائب الحاضر ديسموند توتو طوال حياته مؤمنا بقدرة الشعوب على تحقيق العدالة مرددًا أن الحكومات العنصرية كانت قوية متجبرة لكنها لم تعد موجودة هذه الأيام!! "إن هتلر وموسوليني وستالين وعيدي أمين كانوا جميعا أقوياء لكنهم في النهاية سقطوا متمرغين في الوحل آكلين التراب".

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم