عيد ليس لك.. 
نادر ابو تامر

أن تغيب أمك يعني أن تغصّ كلما فكرت بها، أن تكرج الدمعة حتى تصل إلى حنجرتك دون أن تنتبه، أن يتربّط لسانك فجأة..  
كل أمّ في الكون تكون أمك .. ولا أم في نفس الوقت أمك.. 
تقدس يديها وتعتبرهما بسمة الله على سطح البحر،
عندها،  ستحب كل من يحب أمه مع أنك لا تعرفها وربما لا تعرفه، 
في عيد الأم تكتشف أن حلقك ناشف رغم أنك تشرب كوبًا تلو آخر.. لا يسعفك نفسك، تتنهد دون أن تقصد، تعلق الدمعة في حلقك، 
أن تودع أمك، 
معناه أن ترحل أنت في مسيرة بلا عنوان،
أن تسافر على بساط الروح إلى لا مكان، 
.. 
حين ترحل والدتك، 
تنسى عيد ميلادك.. 
يتوقف بك الزمن هناك، 
وتبقى أنت في نفس العمر.. لا يزداد سنك ليلة واحدة.. 
أن تذهب عنك.. يعني أن تشم عينيها وتمشط روحك بمنديلها.. تتوشح بحنانها وتستنشق مسامات الوجع.. 
إذا لم تفهمني، ستعتبر هذه القطعة مجرد كلمات وأدعو للغالية أمك بطول العمر المفروش بك.. 
إذا فهمتَني فستبتهل أن يمر هذا اليوم سريعًا.. ستعرف نكهة كل حرف.. 
عندما ماتت أمي لم أصبح يتيمًا كما أخبروني، 
حين رحلتِ صارت كل أم في هذا الكون أمي حتى لو لم تنجبني.. 
حين قفزتِ بين الغيوم وارتديتِ أجنحة الملائكة لم أعد أرى ملامحك إلا في المرآة..

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم