غضب ألارض-بقلم الأستاذ محمدحسن الشغري-كفرياسيف

في يومي السبت والأحد من هذا الأسبوع كانت هزة أرضية شعر بها البعض في منطقة قبرص وفي مناطق معينة من بلادنا في شمالي البلاد في منطقة بحيرة طبريا وأماكن أخرى غيرها وأفادت وسائل الاعلام بان قوة هذه الهزة لا تزيد عن 3.7 حسب مقياس ريختر لقياس شدة وقوة هذه الهزات الأرضية ونتمنى ان لا تكون حاضرة عندنا في هذه البلاد وأفادت بعض المصادر الإعلامية با ن هزة أخرى شعر بها البعض ظهر يوم الاحد ولم تتعدى قوتها 3.7في السلم وشعر بها كثيرون في منطقة بحيرة طبريا وشمال بيسان،وبحمد الله لم تسفر هاتان الهزتان عن اضرار على الرغم من قيام مهندسين من بلدية طبريا بتفقد المنازل في المدينة ووجدوا الكثير الكثير منها بحاجة الى التفكير في اصلاح ما شاهدوه من شقوق في جدران ابنية كثيرة نتيجة للهزتين الارضيتين،وقسم الهندسة في بلدية طبريا مع مسؤولين من الجبهة الداخلية راقبوا وفحصوا وأكدوا ضرورة اتخاذ الاحتياطات والحذر من مثل تكرار الهزات الأرضية وضرورة اتخاذ الوسائل الكافية والمقنعة لحماية المواطن من تعرضه للاصابات التي من المتوقع ان تنتج جراء الهزات الأرضية والتي من الممكن ان تتعرض لها بلادنا لانها قريبة من الشق الافريقي السوري،لا نعرف بالضبط ما تمخض عن جولة مهندس بلدية طبريا والمسؤولين من الجبهة الداخلية الذين سيبحثون الامر وابعاده وكيفية الاستعداد له مستقبلا!!!المهم في الامر ا ان الجولة هامة وسيبحثون في ابعادها في البلدية سيما وان هنالك مئات البيوت والمنازل في طبريا شيَدت قبل مدة طويلة وما لا شك فيه ان هذه البيوت وأماكن السكن ومواصفاتها تختلف كثيرا عن المتطلبات الهندسية ليومنا هذا وعلى الرغم من ذلك فان ما رآه طاقم الهندسة في البلدية ومرافقيهم يتوجب عليهم الاهتمام به وأخذه بعين الاعتبار والمعالجة الفورية لان مثل هذه الاخطار لا يمكن المرور عليها مر الكرام لان النتائج تكون وخيمة ولا يحمد عقباها وعليه فاننا نتوقع دراسة الموضوع لاستخلاص العبر ومعالجة البيوت التي هي بحاجة الى معالجة وتصليح الشقوق وتدعيم ما يجب تدعيمه بالاسمنت المسلح وغير ذلك من الترميمات والتي قسم منها يقع على عاتق السلطة المحلية،وآخر على المالك أو المؤجر وفي هذا المضمار هنالك شركات إسكان مثل عميدار وغيرها من الشركات الحكومية والتي هي صاحبة القول والفعل لانها هي التي اخذت بعض هذه البيوت من الأهالي الاصلانيين العرب الفلسطينيين والذين كانوا من أهالي مدينة طبريا بعد عمليات الترحيل والتهجير التي انتهجت بحقهم في عام النكبة،كما ان هنالك بيوت خاصة يتوجب على بلدية طبريا الاهتمام بها وترميمها لتصمد في وجه أية أحداث مستقبلية من هذا النوع كالهزات الأرضية أو التعرض للصواريخ والحروب لا سمح الله!!

هذه البيوت ليست بقليلة وليس فقط في مدينة طبريا وبيسان وأماكن أخرى والمطلوب هو تكثيف الجهود وإصلاح ما يمكن إصلاحه فمثلا في مدينة عكا وخاصة في البلدة القديمة هنالك عدد كبير جدا من البيوت التي لا تستوفي ألامان وألامن من ناحية صمودها في وجه الهزات الأرضية على الرغم مما يقومون به في الجبهة الداخلية وهنالك عدة أسباب أهمها عدم توفر الأموال والميزانيات لاصلاح وترميم هذه البيوت وغالبية سكانها من المواطنين العرب كما أن عملية الترميم تحتاج الى وقت ليس بقليل،وعليه يتوجب على بلدية عكا الإسراع في عملية الترميم والإصلاحات الهندسية قبل فوات ألاوان!!؟وعليه يتوجب على رئيس البلدية ونائبه المحامي أدهم جمل أخذ ما نكتبه بعين الاعتبار ويستحسن العمل أمس قبل اليوم لانه لاتكفي الارشادات والتعليمات والنصح في مثل هذه الحالات دون المباشرة بالامور الفعلية والعمل الجاد،كما اننا لا ننسى بانه سواء كانت مدينة طبريا أم مدينة عكا فان الأماكن ألآمنة والواقية كالملاجئ وأماكن الحماية وغيرها تكون لا تذكر وعليه فان المرء في مثل هذه الحالات والظروف يضطر الى التفتيش عن ماوى ليحمي نفسه وعائلته من أخطار الهزَة ان وقعت!!ومنها ان يحتمي الانسان تحت بيت الدرج أو أماكن واقية أخرى،لانه لا تكفي الارشادات والتعليمات والتدريب على الوقاية والاحتراس والدروس التي تلقيها إدارة المدارس على التلاميذ والطلاب لانه من المفروض توفر الأماكن

  • للحماية والوقاية وهذه من المفروض ان توفرها الدولة وهذا واجبها ألاول فالحماية ملقاة على عاتقها.

في مجتمعنا العربي فقط البيوت ودور السكن والمنازل التي شيَدت مؤخرا ان التزم أصحابها بالتعليمات والقوانين فانه يتوفر فيها ملجأ مناسب للوقاية آمن على ألاقل من أخطار الحروب والهزات الأرضية ولا ننسى ان من واجب المجالس والسلطات المحلية الاهتمام بفحص هذا الامر والتأكد بان معظم الدور والمنازل التي بنيت مؤخرا تستوفي هذه الشروط لبيت آمن،كما انه من واجبها فحص البيوت ألاخرى ان كانت ملائمة ومناسبة،والا يتوجب عليها القيام بما هو مطلوب منها بفحصها والاهتمام بان أصحابها يستوفون الشروط للامن وألامان حفظا على سلامتهم وسلامة العائلة وسكان البلدة ،كما انه من الضروري توفر وجود مختصين ومسؤولين لهذا الامر وليس مجرد أسماء بل مهنيون بكل معنى الكلمة حفظا على السلامة والارواح وإنقاذ البشر،ونشير هنا لا يتوجب الاستهتار بهذا الامر فالهزة الأرضية تقع دون علمنا وتتسبب في خسائر فادحة كثيرة لا حدود لها بالممتلكات والارواح أحيانا،وانتم أيها الرؤوساء في البلديات والمجالس المحلية من مهمتكم حماية المواطن كل مواطن في بلدتكم وقريتكم وبعد الجولة التي قام بها المسؤولون في بلدية طبريا ليطلعوا على نتائج الهزة الأرضية وفحص الإمكانيات ومعالجة الموضوع،هل بلدية الناصرة قامت بجولة مع مهندسين لاستبيان الامر؟فان تَم ذلك فيعيطه العافية،وان لا فيتوجب عليهم القيام بذلك وفورا وبهذا تكون بلدية الناصرة قد قامت بواجبها وكذا الامر بالنسبة لباقي القرى والبلدات العربية فبلدية شفاعمرو أيضا يتوجب عليها القيام بما بادرت اليه بلدية طبريا ونشير بان قرانا وبلداتنا ومدننا العربية غير آمنة وغير مطمئنة بالنسبة لحماية الناس وهذا من واجبهم وملقى على عاتقهم توفير البيت ألآمن وحماية المواطن ليس من الاعتداءات البشرية بل من اضرار الطبيعة كالهزات الأرضية والفيضانات اثناء فترة الشتاء واالبرد القارس وعسى ان يقوموا بما هو ملقى على عاتقهم ومن مهامهم وواجباتهم تجاه المواطن.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم