غمار الفرح” وتجربة نوعية في الزجل في البيت القديم في الرامة
غمار الفرح” وتجربة نوعية في الزجل في البيت القديم في الرامة
استضاف البيت القديم متحف د. أديب القاسم حسين في قرية الرامة، شاعر الزجل القدير توفيق الحلبي ابن دالية الكرمل، احتفاء بإصدار ديوانه الزجلي “غمار الفرح”، وكان هذا مساء يوم السبت الموافق 28/5/2022. افتتحت الأمسية مديرة المتحف الكاتبة نسب أديب حسين مرحّبة بالشاعر وبالحضور، لتدير حوارًا مع الشاعر حول سيرته الذاتية وتجربته مع شعر الزجل. فتحدّث الحلبي عن إعجابه منذ فتوته بهذا اللون من الشعر وبشعرائه وسعيه لتطوير نفسه، حتّى تقدّم في هذا المجال فأسّس فرقة “الأمل” ثمّ فرقة “البيادر”، اللتين دعمتا الكثير من شعراء الزجل وثبتتا أقدام هذا الشعر في فلسطين. وشارك الحلبي في العديد من الأمسيات في الأردن والمغرب وإيطاليا واسبانيا وغيرها من الدول، وجمعته أمسيات زجلية مشتركة مع كبار الزجالين اللبنانيين مثل زغلول الدامور وموسى زغيب وطليع حمدان. هذا وتحدّث عن الصعوبات التي تواجه شاعر الزجل من حاجته لوقت للتحضير والحفظ والتثقيف الذاتي، إلى جانب مهنته وواجباته الأسرية. وفي الوقت عينه أهميّة تطوير هذا اللون الشعري في فلسطين، وزيادة الطباعة والنشر للدواوين الزجلية، كما وأثبت هو وزملاؤه أنّ الزجل الفلسطيني قادر على المنافسة على المنابر العربية.
وقدّم الشاعر القدير حسين مهنا مداخلة عبّر فيها عن رأيه بديوان “غمار الفرح” مثنيًا على الشاعر بالصور الشعرية والأساليب البلاغية وثقافته، مستشهدًا بالعديد من الأبيات. وتحدّثت كذلك الكاتبة نسب عن الديوان مشيرة إلى عدّة نماذج تشير إلى ثقافة الشاعر وجمالية الصور الشعرية وخصوصًا باب الغزل والمحاورات الزجلية. شارك الشاعر الحضور بإنشاد مجموعة من أشعاره بين الأسئلة والمداخلة، ممتعًا إياهم وكاسبًا تفاعلهم معه، إذ افتتح الأمسية بالأبيات التالية:
الرامة رياحها إن غضبوا وثاروا
ومهج إحساسها بلهفة أثاروا
الحجر بالمتحف بتحكي أثاروا
سلوا التاريخ عنه شو كتب؟
*
حزمت الشوق على جناح الحمامة
من الكرمل من ربوع السلامة
كرجني صوب هالقرية الشقيقة
وبعين القلب دمعة وابتسامة
بعبي ريحة القدس العتيقة
طهارة من الأقصى والقيامة
ومن حطين هالأرض العريقة
حامل طهر لمسة من مقامي
وقبل ما نفتتح سهرة أنيقة
اسمحولي أذرف بأول كلامي
دموع الحزن من غصة غميقة
على كل من مات بدروب الشهامة
لأن مراية عيون الحقيقة
ما بدنا نستر البدر بغمامة
ولا بدنا نكتّف النسمة الطليقة
إذا على الزهر ما بترضى الإقامة
بدنا بس يا رب الخليقة
نعيش بخير ببلاد المحبة
بعزّة نفس وشموخ وكرامة
يا أهل الذوق هالليلة انبسطوا
الشعر بطيب كل ما طاب نصتوا
إذا الشعار مثل العقد صاروا
انتوا الجوهرة اللي خلقت بوسطو
أمّا الختام فجاء مع قصيدة لروح الشاعر سميح القاسم، بعد أن أجاب على أسئلة الحضور، ثمّ وقّع على الديوان.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم
تعليقات