كلمة في تأبين الراحل المرحوم توما نايف توما (أبو منصور)
كلمة في تأبين الراحل المرحوم توما نايف توما (أبو منصور)
بقلم : الدكتور منير توما
كفرياسيف
إنّه لمن دواعي الحزن والألم أن اكتب هذه الكلمة التأبينية برحيل ابن الخال العزيز توما نايف توما (أبو منصور) الذي انتقل الى الأخدار السماوية بعد فترة قصيرة من معاناته الصحيّة التي أدّت الى اختطاف يد المنون لروح ذلك الإنسان العزيز الذي اتّسمَ في حياته بالطيبة والمحبة للناس ، فقد أحبّ الجميع ، وبادلوه حبًّا بحب لدماثة أخلاقه ونُبل خصاله ، فهو في مسار سنوات حياتهِ لم يؤذِ أحدًا ، فقد حَرِصَ على معيشة أُسَرِية هادئة مستقرة حيث قام بالتعاون مع عقيلته الفاضلة بتربية وتعليم أبنائهِ الكرام وكريماته المحترمات التربية الصالحة الإنسانية ، وقد انعكس أثر ذلك وتجلّى في سمعتهم الطيبة في المجتمع ، وحُسن اخلاقهم ومسلكهم الحياتي مما يبعث على الفخر والاعتزاز بهم .
لقد رحل المرحوم توما (أبو منصور) ، وقد تركَ لدى أُسرتهِ واشقائهِ وعائلته وأحبائهِ حسرةً في القلب وغَصَةً في الحلق في هذه الظروف القاهرة التي تُذكّرنا دائمًا ، ولمزيد الأسف بأنّ الموت يقف للإنسان بالمرصاد ولا يمكننا أن نتحدّى مشيئة السماوات أو القَدَر ، ولكن لنا عزاء بقول الشاعر :
وما الموتُ إلّا رحلةٌ ، غير أنّها
مِن المنزل الفاني الى المنزل الباقي
لقد رحل أبو منصور تاركًا إرثًا اجتماعيًا وانسانيًا أصيلًا يتجسّد في أسرتهِ وأولاده الأعزّاء ، آملين وراجين بكل ثقةٍ أن يكونوا خير خلفٍ لخير سلف لاسيما وأنّ المرحوم توما كان مثالًا ونموذجًا للشخص المنضبط الذي يقدّس الحياة بقيمها الإنسانية ، ويؤدي واجباته الاجتماعية الحياتية على أكمل وجه ، فهو لم يدّخر وُسعًا في احترام واكرام الآخرين قولًا وفعلًا .
وختامًا ، لا أجد من كلمات التعبير عن مشاعر المحبة والوداد إلّا أن أدعو لك أيّها الراحل العزيز بأن يتغمد الرب القدير روحك الطاهرة بواسع رحمته ، قائلًا لك وداعًا، سائلًا المولى عزّ وجلّ أن تحظى بصحبة الأبرار والصديقين في الفردوس ، متوجهًا الى زوجة الفقيد وأولاده وأشقائهِ وعائلته وذويه بخالص التعازي القلبية والمواساة مُرَدّدًا قول الشاعر :
حُكمُ المنيةِ في البريّةِ جارِ
ما هذهِ الدنيا بدارِ قرارِ
وبالتالي ، فإنّنا نتعزّى ونشعر بالمعاني الروحية من خلال كلمات القديس بولس الرسول في رسالته الثانية الى أهل كورنثوس (8:5) حين يقول « بالإيمان نسلك لا بالعيان فنثق ونُسرّ أن نتغرب عن الجسد ونستوطن عند الربّ» .
وليكن ذكرُهُ مُؤَبدًا
له الرحمة ولكم طول البقاء .
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم
تعليقات