كيف نكون امتدادا لهم؟

سهيل عطاالله

06/09/2022

عندما ننسى الماضي يهرب منا الحاضر ويخيم الظلام على طريقنا نحو المستقبل!!

الماضي جذور وأصول.. كيف يكون حال البشر وحال الشجر بلا أصول وبلا جذور؟!

هل نقوى على نسيان أمجاد تركها لنا آباؤنا وأجدادنا؟! عندما تهب علينا رياح التباعد والانقسام نترنح متحسرين على أيام زمان ساردين حكايا عن معيشة الإباء والاجداد يوم لم يكن للبطر مكان في سلوكياتهم وللغدر موقع في علاقاتهم!!

كثيرا ما أسمع الناس يقولون: سقى الله أيام زمان يوم كان خريج المدرسة الابتدائية أعلم وأبرع من خريج ثانويات هذه الأيام؟!

يتحدثون ويتحدثون كيف استطاع خريج الصف السابع أن يتكلم لغة أجنبية وأن يكتب نصوصا سليمة بلغة أمته وغير أمته!!

كل هذا الحديث يؤكد روعة الماضي الجميل في محضر هذا الحاضر الدميم الذي يتخرج فيه طلابنا من الثانويات والكليات يمارسون التأتأة والاخطاء في استعمال لغتهم وغير لغتهم؟!

والسؤال الذي أطرحه: لماذا لا يتكرر الماضي الجميل لغسل البشاعة عن وجه حاضرنا الدميم؟!

كم أتمنى أن يتعزز ماضينا في حاضر بديع نتركه إرثا رائعا لحفدتنا في المستقبل؟! (أحفاد خطأ شائع).

في هذا الحاضر الذي تلف حلكته عالمنا كأفراد وجماعات، أفكر بقادة يبددون ظلمتنا.. أفكر بقيادي ينهض بيننا كالمعتصم العباسي الذي تحقق له من النصر والفوز ما لم يتحقق لأحد قبله ففتح عمورية ووقف ببابه من الملوك والأسرى المهزومين ما لم يقف بباب خليفة من قبل.. لماذا ينسى عرب هذا الزمن عظمة المعتصم ويكتفون باستنجاده صارخين:

"وامعتصماه.. وامعتصماه!!".

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم