لستم وحدكم - بقلم الدكتور محمد حسن الشغري - كفرياسيف
لستم وحدكم - بقلم الدكتور محمد حسن الشغري - كفرياسيف
ألقى ملك السويد كارل السادس عشر غوستاف كلمة الى السويديين هذا الاسبوع هنأهم من خلالها متمنيا لهم الصحة والسعادة والهناء وكل خير بمناسبة قرب حلول عيد الفصح المجيد. ووجه الملك كلمته لجميع العائلات في مملكة السويد من أصلانيين ومهاجرين وقادمين جدد، كونهم جميعا يساهمون في بناء المملكة واقتصادها والاستمرار في الازدهار الاقتصادي والانتعاش ورفع مستوى الحياة للجميع دون استثناء والإبقاء على سياسة الرفاه الاجتماعي والاهتمام بكل فرد في هذا المجتمع وبناء المملكة. ووجه الملك غوستاف تحية الى الشعب وسلَط الضوء في خطابه على الأوضاع الراهنة التي أفرزتها أزمة كورونا وتأثيرها على حياة الناس أجمع وعلى تقاليد الاحتفالات بعيد الفصح المجيد. وأشار الملك غوستاف الى التأثير الذي أحدثه كوفيد 19 على جميع سكان العالم والتأثير على المجتمع والاقتصاد وعلى حركة الناس وتواصلهم مع بعضهم البعض. الملك تحدث عن التعبئة الاجتماعية في مواجهة أزمة كورونا وأشاد بالمجهودات التي يبذلها العاملون في قطاع الرعاية الصحية والطبية والرعاية الاجتماعية وجميع أصحاب المهن الحيوية الاخرى من أجل تقديم العناية والخدمات للجميع.
هذا بعض مما جاء في خطاب ملك السويد كارل السادس عشر غوستاف، والذي يسكن مع زوجته سيلفيا في القصر الملكي ستينهامرس في سورملاند وسنَهما فوق السبعين عاما. الملك قليلا ما يدلي بتصريحات، لكن الأوضاع الحالية التي يمر بها سكان المملكة مثلهم مثل باقي سكان المعمورة وحلول العيد كانت من الأسباب التي جاءت بخطاب الملك غوستاف. وتشير المعطيات أن هنالك أماكن في المملكة لم يتعرض السكان فيها الى الإصابة بهذا الفيروس. ولا زالت المدارس في المراحل الابتدائية هناك تعمل بمنظومة التعليم عن بعد وبرامج أخرى ولم تفرض الحكومة أية إجراءات خاصة على السكان أو أصحاب المصالح، لكنها أوضحت "أن يلتزم الانسان بعدم الاحتكاك مع آخرين، واوصت بالبقاء في البيوت والحفاظ على النظافة والوقاية وحفظ الصحة والانضباط ومراعاة القوانين والتعليمات والارشادات الأخرى لحماية النفس.
في بلادنا ازداد عدد الذين أصيبوا بهذا الفيروس وربما سيصل الى عشرة آلاف ونأمل ألا يزداد عدد الوفيات وهنالك الكثير الكثير مما يتوجب القيام به، وأهم ذلك هو عدم الاختلاط وعدم التسليم والمصافحة والانصياع الى تعليمات وزارة الصحة وعدم التجمهر حتى في البيت الواحد والتنازل قليلا عن "الاحتفالات" بالأعياد والمناسبات الدينية. صحيح أنه أمر مؤلم، لكن هناك ما هو أهم وهو صحة الانسان وسلامته، وعليه يتوجب على كل واحد منَا الانصياع للتعليمات والعمل بما يمليه عليه ضميره وعدم التهاون والاستخفاف الى أن يتم القضاء على الفيروس او إيجاد المصل أو الدواء اللازم لمكافحة هذا الوباء. ويجب التفتيش عن أفضل الوسائل لكي يتم الاهتمام بمن هو معرّض للإصابة، وجميعنا معرضون، ولا خجل في ذلك او في الإصابة. والأمل أن تتوفر الاسرّة والطواقم الطبية الكافية لعلاج المصابين. ومرة أخرى لكل الأطباء عربا ويهودا ولجميع العاملين في المشافي ودور الرعاية ومن يهتمون بصحتنا، نرفع رأسنا بكم وبجهودكم. حافظوا على أنفسكم واهتموا بالنظافة ثم النظافة، وابتعدوا عن بعضكم البعض، وان شاء الله أزمة وبتعدَي. ولمن حُرم من لذة الاحتفال بالعيد او ممارسة الشعائر والطقوس الدينية نقول، سيكون المستقبل أفضل بإذنه تعالى وستمّر هذه الأزمة.
وفي النهاية نقول انه من المخجل ان يستغل البعض الأوضاع الصعبة ليرفعوا الأسعار. ومن المخجل ان يحاول البعض شراء كميات هائلة من المواد الغذائية وتخزينها والتسبب بحرمان غيره او بزيادة الأسعار. وأيضا من المخجل الا تقوم الدولة بدورها في هذه الأزمة الراهنة، بدءا من إدارة الأزمة، ووصولا الى تقديم التسهيلات والمساعدات للمواطن في هذا الوقت الراهن، مثل اعفاء الجميع من تسديد رسوم الأرنونا والضرائب الأخرى، او قيام مؤسسة التأمين الوطني بصرف الهبات والمساعدات للجميع دون انتقاء.
الأزمة ستنتهي بإذن الله وستتعود المياه الى مجاريها لكن فنلزم بيوتنا ونتّبع إجراءات وتعليمات السلامة اللازمة للحفاظ على صحتنا وصحة الآخرين، لأنها في صالح الجميع. ولتكن هذه الفترة وإن كانت فترة احتفالات ومناسبات دينيّة تقتضي التجمّع مختلفة عن سابقاتها. فحياة الانسان أهم من اي احتفال او طقس ديني أو زيارة، وهذا ما شدد عليه كل رجال الدين من مختلف الديانات والطوائف. لذا فلنحافظ على سلامتنا وسلامة احبائنا ولنأمل بان تنتهي هذه الازمة في أقرب فرصة ممكنة. ولنتمنى التوفيق للكوادر الطبية وغيرهم ممن يعملون جاهدين على رعاية المرضى والأصحّاء وايجاد الحلول الكفيلة بالحد من الفيروس وانتشاره. هؤلاء يخاطرون بأنفسهم وبحياتهم من أجل مساعدة الناس، جميع الناس. فلجميع هؤلاء نرفع القبعة والتحيات ونقدَم لهم جزيل شكرنا وامتناننا، بوركتم ودمتم بصحتكم وعافيتكم.
أخيرا، فجعت قرية المكر بوفاة الدكتور المرحوم الياس حنا عبيد عن عمر ناهز الـ 61 عاما، والذي لم يمهله المرض وانتقل الى رحمته تعالى. له الرحمة ولذويه الصبر والسلوان. عرفت الدكتور الياس، كما عرفه الجميع، طبيبا وانسانا. فأنا علمته وكنت أستاذا له في المدرسة الثانوية، وتابعت بفخر مسيرته المهنية والإنسانية. تغمدك الرب برحمته يا الياس، كنت نعم الطبيب الانسان. رحمة الله عليك، ولذويك ولزوجتك وأولادك ولأهلك ولعائلة عبيد ودله نقدم تعازينا القلبية ولكل من عرفك الصبر والسلوان. كما لا ننسى أن نتقدم بالتعازي للأستاذ حسين ابريق أبو علي مدير المدرسة في بلدة أبو سنان. وللزوجة أم علي والأولاد والاخوة والانسباء ولجميع عائلة ابريق لهم منَا أحر التعازي والهمكم الله الصبر والسلوان وحسن العزاء، ورحم الله كل من افتقدناهم ولم نذكرهم بالاسم وعسى ان تكون هذه هي خاتمة الأحزان، وأن تنتهي أزمة الكورونا ونعيش بأمن وأمان وسلم وسلام.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، والموقع يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز الموقع ليس مسؤول عن الخبر او المقال
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم
تعليقات