منع العمال  الاقل من 17 عاما  العمل في مواقع البناء 

أصدر وزير الرفاهية والخدمات الاجتماعية، حاييم كاتس، أمرا بحظر تشغيل الشباب الاقل من 17 عاما في مواقع البناء السكنية، بحيث تكون هذه الاوامر سارية المفعول لمدة خمسة سنوات، وذلك في سياق الأخطار التي يواجهونها أثناء عملهم على ارتفاع كبير، وخاصة في العطلة الصيفية وفي الوسط العربي، وبسبب الحوادث المتكررة، والتي تتسبب بعجز كبير لهم، وأحيانا تؤدي إلى وفاتهم. 

هذا وقد أعلنت وزارة الخدمات الاجتماعية عن تشديدها في هذا الصيف بشكل خاص على منع تشغيل الشباب في أعمال البناء، ويشمل ذلك حظر العمل على مستوى عالٍ، والذي يمثل 64% من الحوادث المميتة، وسيتم تنفيذ القانون بالتعاون مع هيئة السلامة والصحة المهنية والتي ستقوم أيضا بتنظيم تدريبات في مواقع البناء.

 

وفي الوقت نفسه، تطلق الوزارة حملة للآباء وأصحاب العمل في القطاع العربي؛ لمنع الشباب من الانخراط في الأعمال المحفوفة بالمخاطر كأعمال البناء، حيث يشكل الشباب العرب النسبة الأكبر من الشباب العاملين في هذا المجال.

 

ومن الجدير بالذكر أن شابين عربيين لقيا مصرعهما في العام الماضي، وهما: محمد عمارة، وتوفي عن عمر 16 عاما، من كفر كنا، ولقي مصرعه جراء انهيار السقالات وسقوطه عن علو، وأصيب شخصان آخران في المكان بجروح خطيرة، وذلك أثناء عملهم في نهاريا في العطلة الصيفية. والثاني هو محمود كناعنة (17 عاما) من عرابة، والذي توفي جراء سقوطه من الطابق الرابع في موقع بناء بطبريا.

 

* معدل وفاة الشباب أعلى من الرجال *
صدر عن إدارة السلامة الإسرائيلية أمس تقرير يشير إلى أن إسرائيل تحتل المركز الثالث في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، من حيث عدد الوفيات جراء حوادث العمل في قطاع البناء، بعد قبرص والبرتغال.

ووفقًا للبيانات، فإن أعداد الشباب الذين عملوا في مواقع البناء لعام 2016، كان حوالي 2000 شخص، ولوحِظَ أن معدل الوفيات بين الشباب أعلى من معدل الوفيات لدى الرجال، وما بين عامي 2015 – 2017 لقي 5 شبان مصرعهم في مواقع البناء والعمران الإسرائيلية، والتي تشكل بدورها أكثر من نصف مشاريع البناء في إسرائيل.

 

* بيئة العمل هذه تشكل قنبلة موقوتة للشباب *
وفي هذا الصدد، قال الوزير كاتس :" إن بيئة العمل في مواقع البناء تشكل قنبلة موقوتة للشباب، وبعد وضع العديد من خطط السلامة التي لم يتم الامتثال لها من قبل المشغلين وغيرهم، قادني ذلك إلى فرض حظر على عمل الشباب في مواقع البناء؛ كي نضمن عودتهم سالمين إلى المدارس بعد العطلة الصيفية ".

 


* الضرر الاقتصادي جراء الحظر طفيف جدا *
ورحب ائتلاف مكافحة حوادث العمل في فرع البناء بهذه الخطوة، وقال :" إن لهذا الحظر أهمية كبيرة، وهو أمر ضروري للحفاظ على أرواح الشباب، فخلال العامين ونصف الماضيين، توفي خمسة شبان في مواقع بناء، وأصيب الكثيرون أيضا، وبخاصة في العطلات الصيفية ".

وأضاف الائتلاف :" إن الضرر الاقتصادي لهذا الحظر طفيف جدا، كما أن هذا الحظر يساهم في عدم كسر العديد من القوانين والتشريعات المختلفة، فمثلا، لن يُسمَحَ للشبان الفلسطينيين والذين أعمارهم تقل عن 18 عاما بالحصول على تصاريح للعمل في إسرائيل، بالإضافة إلى أن هذا القانون لن يسمح للشبان أن يهربوا من المدرسة، حيث تجدر الإشارة إلى أن الشاب محمود كناعنة، كان يعمل دون علم والديه، بعد هروبه من المدرسة ".

وبدوره قال اتحاد الشبيبة العاملة :" إننا سعداء بالقرار الجديد، والذي سيحفظ أرواح العديد من الشبان، وعلى المجتمع السليم الذي ينظر إلى المستقبل، أن يعرف كيف يحمي شبابة، ويسرنا أن هذه الأمور قد أُخِذَت بعين الاعتبار من قبل الوزارة ".

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم