زراعة أول رحم من امرأة متوفاة.. ما الإنجاز العلمي؟
زراعة أول رحم من امرأة متوفاة.. ما الإنجاز العلمي؟
أعلن الأربعاء الماضي ميلاد طفلة من رحم امرأة متوفاة بعد أن زرعت لامرأة برازيلية عقيم، وهي الحالة الأولى من نوعها في العالم، وهذا يطرح سؤالا عن نتائج هذا الإنجاز العلمي.
يقول الدكتور كريستيان غوتيي -الذي شارك في تجارب سريرية أطلقت في عام 2015 في مستشفى ليموج الفرنسي استهدفت زراعة رحم- إن الهدف هو ربط الرحم بجميع الأوعية الدموية في الرحم المستضيف، ويجب خياطة أوعية المتبرع بأوعية المتلقي، كما يجب بعد ذلك إعادة توصيل رحم المتبرع بمهبل المتلقي.
وأضاف –في حديث لصحيفة لوباريزيان الفرنسية- أنه لا تزرع قناتا فالوب خوفا من موت أنسجتها، كما يفضل أيضا نقل الأجنة لإجراء إخصاب في المختبر.
وعن سؤال آخر يتعلق بإيجابيات استغلال رحم متبرعة متوفاة، أجاب بأنه من الناحية الجراحية تكون العملية أطول بالنسبة لمتبرع حي، إذ يتطلب الأمر الحفاظ على الأعضاء والأنسجة، بينما لا تطرح هذه المشكلة بالنسبة لشخص متوفى، بالإضافة إلى إلزامية وجود شخص ما في العائلة تتوافق مناعته مع مناعة المستفيد، وهذا غير متاح في أغلب الأحيان.
وقال الدكتور ردا على سؤال يتعلق بالمسائل الأخلاقية التي تثيرها هذه المسألة، إن هذ النوع من الزرع قد يكون خيارا مجتمعيا لأنه يجنب المعاملة مع المتبرعين الأحياء وما يترتب على ذلك من تعقيدات إجرائية وقانونية.
وأوضح أن زراعة رحم من متبرع ميت يبعدنا أيضا عن شبهة المتاجرة بأعضاء جسم الإنسان التي تتفاقم عادة عندما تفشل العملية، فكل هذه المشاكل تختفي عندما يكون التعامل مع شخص ميت.
وأشار الدكتور إلى أنه من بين 52 عملية زرع في جميع أنحاء العالم، كانت 25% منها من متبرعين أحياء، خاصة أن زراعة الأعضاء من متبرع حي لها ميزة كبيرة هي إمكانية جدولة الجراحة، واختيار المرضى حسب المعايير.
ومن الواضح أن الأمور تسير نحو الأمام، وهذا أمر مهم لأنه تم الآن التحقق من صحة هذا المفهوم، إذ كان معروفا أن عملية زراعة الرحم ناجحة مع مانح حي، والآن تأكدنا أنها ناجحة أيضا من متبرع متوفى، وهذا يدعو إلى الاطمئنان من حيث جدوى المشروع.
ومما يثير الاهتمام أيضا أن هذا الحدث أثبت أن الرحم عضو يتحمل نقص التروية بالدم بشكل جيد (6 إلى 7 ساعات من نقص إمدادات الدم) كما أوضح الفريق البرازيلي.
وأخيرا تطرق الدكتور لمدى تقدم البحث في هذا الميدان في فرنسا، مذكرا بأن الفرنسيين كانوا السباقين في عملية الزرع هذه، لكنهم توقفوا لفترة وهم عازمون على الانطلاق من جديد عام 2019، وأشار إلى أنه وفقا لأحدث الأرقام "أجريت 52 عملية زرع في العالم نتجت عنها 13 ولادة، واحدة منها فقط من متبرع متوفى".
المصدر : الصحافة الفرنسية
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم
تعليقات