كان الماضي أجمل بعاداته وتقاليده من حاضرنا الذي غابت عنه مواطن الجمال ولو نسج بعضها من الخيال!!
أتحسر على ما كنا عليه وأموت هما وغما وأنا أتابع ما نمارسه في حاضرنا القبيح!! كان أو لادنا ينامون على فرشة واحدة على السطح، وعلى حصيرة واحدة وتحت لحاف واحد ويأكلون من صحن واحد ويشربون من إبريق واحد ومن كأس واحدة وينزعون لقمهم من رغيف واحد!! واليوم نرى الأخ ينزع اللقمة من فم أخيه ونراه يعادي أخاه ويشتكيه ويعاركه ويصرعه طمعا بمتر أرضٍ أو بموقف لسيارة!!
طعم الصداقات في حاضرنا الدميم أمسى مرا، أما المصداقية فنجدها في رحلة غياب!! في الماضي الجميل كان السعي للخير لا يقبل التأجيل ولا يحتاج لتصريح أو استئذان!!
كان الشأن العام شاغلا لذوي الشأن.. فكانت (نحن) يومها سيدة المقام.. كان السعي الى الخير واجب أهل الهمة وأهل الفضل بعكس ما نحن عليه اليوم من نرجسية وذاتية.. لقد اصبح عشق الذات ايقاع حياة الكثيرين!!
في محراب عبادة الذات تنصب المشانق للابرياء ليسود الاشقياء وتتهاوى مملكة الضمير!! في أيام القبح هذه نتاجر بالتشرذم والفتن ونتباهى بشراء الذمم لتمسي السلطة تسلطا والفساد عباءة يلبسها الوصوليون!! كان الكسب الحلال في الماضي الجميل عملية شاقة عسيرة اما اليوم فأمسى نهجا سهلا يسيرا يفوز به المتسلقون من أهل الدس والابتزاز والاختلاس!!
في أيام القبح هذه نهرول نحو النجاح الرخيص فنمارس الغش والخداع ونشتري الأوسمة والالقاب!! في ماضينا البهي الذي هندسه الاجداد واجداد الاجداد كانت حكمة الآباء هداية ومواقع اقتداء!!
كنا نتنسم عبير الفضائل في البيوت فتنتقل المدارس بجلالها وصفائها وقيمها الى الشوارع، واليوم لوجعنا تنتقل الشوارع بسوءاتها وشوائبها الى المدارس حيث يتعذر على المعلم ان يكون معلما بل شهيدا في معامع الفتن والاحتراب من صنع الأهل وفلذات الاكباد!!

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم