المنحوس بقلم: سهيل عطاالله
المنحوس بقلم: سهيل عطاالله
يركّز المتشائم على سلبيات الحياة فينظر إلى نصف الكأس الفارغ متجاهلاً النصف الممتلئ.
كلمة تشاؤم بأصلها تعني (الأسوأ)، والمشؤوم يعني المنحوس وجالب الشؤم.
تجري دماء اليأس في عروق المتشائمين فلا يصمدون في مواجهة الصّعاب.
عندما يخلع أحدنا ثوب التفاؤل نجده ينغص حياته وحياة الآخرين أهلًا وأصدقاء.
تقول إحدى الحموات من الجيران إن وجه كنتها نحس على ابنها ومع جارتنا هذه الكثيرات والكثيرون الذين يقدمون اقداح الشؤم شرابًا للآخرين!
هؤلاء هم فاقدو الأمل بالتحافهم اليأس، واليأس شتلة ذابلة في حديقة الاكتئاب!
مَن يلتحق بالتشاؤم يريد اخفاء خيباته أو بالأحرى اخفاقاته، هاربًا من واجباته ورافضًا جلْد ذاته.
يتصدر طائر البوم جدارية رموز التشاؤم.. يتشاءم الناس من شكله، ونعيبه معتقدين انه مسكن للشياطين والعفاريت!
يتشاءم الناس من الرقم (ثلاثة عشر)، يتشاءم منه الأوروبيون موقنين انهم يرون فيه صورة الخائن يهوذا الاسخريوطي الذي خان السيد المسيح، فيهوذا كان الرقم (13) حول مائدة العشاء الأخير مع الشهيد الفلسطيني الأوّل – فادي البشرية.
لا أنسى في هذا السياق أن الغراب نذير للشؤم في الشرق والغرب.. الغراب باعتقاد المتدينين مرتبط بقتل قابيل لأخيه هابيل يوم لم يعرف القاتل كيفية التخلص من جثة أخيه الا بعيْد مشاهدته لغراب يحفر الأرض ليدفن غرابًا ميتًا آخر.
اُنهي مقالتي هذه بقصة طويس. نقول في ضادنا (أشأم من طويس)، فمن هو طويس؟
طويس هذا أول مغنٍ عند العرب كان يقول:
ولدتني أمي الليلة التي مات فيها الرسول،
وفطمتني يوم مات الصدّيق،
وبلغتُ الحلم يوم مات الفاروق،
وتزوجت يوم قتل عثمان،
وولد لي يوم قُتل علي. فمن مثلي؟
هكذا كان يقول المكنّى بأبي نعيم متحدثًا عن جحيم حياته وحياة أمثاله من أهل الشؤم والتشاؤم.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم
تعليقات