حكاية أحلام عاطفيّة

شعر: الدّكتور منير توما

كفرياسيف

جَلستْ بقربِ المدفأة

وهامت بأحلامٍ رقيقةْ

عادت بها إلى عهودٍ

أحبّت فيها فتى وسيمًا

بادلها نظرات سديدةْ

من عيونٍ شفيقةْ

لكنَّ الصّورةَ لم تكتملْ

وخانتِ الأيّامُ كليهما

ولم تُفصِح عنها الحقيقةْ

وحينما استعادت يقظتَها

فاجأتْها نوبةُ بكاءٍ

ذرفتْ فيها دموعًا مُعيقةْ

تذكّرتْ عندها لهبًا

لطالما راود خاصِرَتيْها

ترافقَ باهتزازاتٍ رشيقةْ

في أعطافِها المشيقةْ،

وبحركاتٍ نسويّة شاردة

قاومتْ آلامها العميقةْ

وحكّمَتْ رشدَها

لتصدَّ عاطفةً كانت وما زالت لها

نغمةٌ شقيقةْ.

*****

لقد انتابها دائمًا هاجسٌ من اليأسِ

لكنّها اعتقدت أنّها عصيّة على التّعقيدْ

وأنّها كإنسانٍ متين ستبقى نقيّة

ولا تزال تؤمنُ أنّ الحبَّ

يستحقُّ الإطراء والتّمجيد

فهي حريصةٌ أن تشعرَ أنّ العالمَ

ما زال رائعًا ما دامت الذّكرى

تأتي البشرَ بروحٍ خالية من التّقليدْ

فهناك شيءٌ مشرقٌ في حياتها

يدفعها إلى اشتعال العاطفة القديمة

لا تتضاءلُ أمامها، بل تنمو بتألّقٍ وليدْ

تتحدّى هروبًا بإرادتها

فلا تقاومُ هيامًا رقيقًا جيّاشًا

بتوقٍ وبراعةٍ لم تعهدها من قبل

كشجرةٍ نائمةٍ تصحو من جديدْ

*****

وفكّرت بانسياب قطارٍ عمرها في سيرٍ سريعْ

ليستحوذَ على انتباهها أنينُ عاصفةٍ هوجاء

تنبثق من لهيبِ شجنٍ واستفزازِ ألمٍ

يخترقُ ذاتها بشحوبٍ واصفرارٍ

لتدركَ أنّها ليست بالحصنِ المنيعْ

وهي الّتي لم تفتأ التّحدّثَ عن صلابتها باتّزان

رغم ما عانتْهُ من اضّطرابٍ عابرٍ وصبرٍ عنيدْ

لكنّها أيقنت أخيرًا أنّها امرأةٌ لا بدَّ يومًا

أن تتلبّدَ الغيومُ في سمائها

ليطغى عليها شؤمٌ يتلظّى ويستعرْ

كاهتياجِ حرارةِ النّارِ في الحديد.

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم