كلمة مفتش مدرسة المطران تيموثاوس كفرياسيف
كلمة مفتش مدرسة المطران تيموثاوس كفرياسيف
طُوبَى لِلَّذِي تَخْتَارُهُ وَتُقَرِّبُهُ لِيَسْكُنَ فِي دِيَارِكَ. لَيشْبَعَنَّ مِنْ خَيْرِ بَيْتِكَ
طُوبَى لِلسَّاكِنِينَ فِي بَيْتِكَ، لأَنَّ يَوْمًا وَاحِدًا فِي دِيَارِكَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفٍ. (سفر المزاميز)
طوبى لأنقياءِ القلب لأنهم يعاينون الله، وطوبى لكَ؛ أيّها الصغير مجد، لأنّكَ بنقاءِ قلبك ملكتَ مجد الربّ، ونلت من قلبه كلّ الحبّ، فاختارك زهرة يزيّن بها الأبديّة، ونجمًا يسطع بالبراءة والطهارة لينير ظلام الإنسانيّة. لم يكن عالمك إلّا مرتعًا للطفولة، ولم يكن محيّاك إلّا مسرحًا لابتسامة لامعة خجولة، فيها من الاحترام والأخلاق بقدر ما فيها من الحبّ والذكاء. لم تُمهلك الدنيا أن تُظهِر لها قدراتِك، لم تمهلك لتضعَ فيها من فكرِك أو لتصنعَ فيها مجدَك. في غفلة المرح واللعب اختطفتك لتغيبَ جسدًا وتستقرَّ في حضن الآب ابنًا مكرّمًا محبوبًا. دعاك الآب حبًّا بك، وهو الّذي قال "دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ، لأَنَّ لِمِثْلِ هؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللهِ" (إنجيل لوقا 16:18). نلتَ ملكوتَ الله وخَسِرَتك الأرضُ، فَرِحَتْ بك الأبديّة وبكاكَ كلُّ من عَرَفَك ومن لم يعرفْك من البشر؛ فمن يرَ براءة وجهك في كلّ صورة من صورك يفهمْ حجم الألم في خسارتك، ويقدّرْ مدى الفقدان والوجد في قلب أهلك وأصدقائك ووالديك..
للوالدين الثاكلين رونزا ومروان
قيل في الكتاب المقدّس، طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. وطُوبَى لِلْحَزَانَى، لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ. (إنجيل متّى 5: 3-4). طوبى لكما لأنّ لقلبيكما عزاءً هو ما يحيطُ بكما من محبّة واحتواء، هو ما زرعتُماها في نفسِ ابنكما مجد من تربيةٍ صالحةٍ وروحٍ نقيّة، هو ما قدّمتُماه من رعاية واهتمام، ووفاءٍ في إتمام رسالة الأبوّة والأمومة الصالحة؛ فلا تَفسحا مجالًا للشكّ بأن يحتلّ لنفسِه مكانًا في عقلَيْكما، لا تُصَوِّبا السهامَ نحو روحِكُما فتخترقها وتُفقِدكما خيوطَ الثقة بالله، لا تَرميا الشباك فوقكما فتُفقدكما البصر والبصيرة. كونوا على يقين بأنّ الله أحبّه فاختاره، بأنّ الله ميَّزَه فاختاره، وما حدث كان سيحدث إن شئنا أو أبَيْنا، إن كنّا متواجدين في المكان أو تغيّبنا، إن مَنَحْنا أولادنا حقّهم بالحرّيّة واللعب أو سجنّاهم بين جدران البيت خوفًا عليهم، فلنؤمن بالله وحكمته ونرحم النفس ممّا يجول بها.
وأنتم أيّها المعزّون الأعزّاء، أهل البلدة ومن هم مِنْ خارجها.
قيل في الكتاب المقدّس "طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ، لأَنَّهُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ، طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ، لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ، وطُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ. (إنجيل متّى 5: 3-4)
كونوا أنتم أيضًا وُدعاء في تعزيتهم، واثقين بالله ومؤمنين بحكمته، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، اصنعوا سلامًا في نفوسِ أفرادِ هذه العائلة بعد مصابها الجَلَل، ازرعوا محبّةً تُعينُهُم على المضيّ قدمًا، محبّةً صادقةً لا تسقطُ، محبّةً قويّةً كالموت.. لا تستطيع أن تطفِئَها المياه أو تغمرَها السيول.
نعم أخوتي وأحبّائي.. هذه العائلةُ اليومَ في أمسِّ الحاجةِ لمحبّتِنا الصادقةِ القويّة كتلك المحبّةِ التي تجلَّتْ على الصليبِ حبًّا بنا وفداءً لنا، كتلكَ المحبّة التي احتملَتْ إنكارَ بطرس، وشكَّ توما، وخيانةَ يهوذا وهروبَ التلاميذ لحظةَ القبض على سيّدنا يسوع المسيح، تلك المحبّة الّتي لا تعاتبُ ولا تلومُ، لأنّها خالصةٌ، صافيةٌ وحقّةٌ، وقادرةٌ على بثِّ الحياةِ من جديد في نفوسٍ تسلّلَ إليها ظلامُ الموتِ ولوعةُ الحزن.
العائلة الكريمة
الأب مروان، والأمّ المربّية رونزا
كان مجدُ طائرًا محلّقًا حاضرًا في هذه الديار، واليومَ يتألّق نجمًا ومجدًا في ربوع السماء، كما يتألّق روحًا جديدة في نفوس أطفالٍ آخرين سيحظون بالحياة بفضل عطائكم السخيّ، سيحظون بالحياة بفضل تبرّعكم بأعضاء ابنكم مجد لتبقى حيّة نابضة في أرواحٍ وأجسادٍ لا زالت متشبّثة بالحياة. وليس التبرّعُ بالأعضاءِ من البديهيّات، وليس عطاءً عاديًّا وعابرًا، بل هو أسمى أشكال التعبير عنِ المحبّة والمساعدة، هو أن نعطيَ أغلى ما نملك، أن نعطيَ دون مقابل، أن نعطيَ بثقة ونقاء، وقليلون هم الأشخاصُ المجبولون ببذار العطاء وثماره؛ فطوبى لكم.
أعزّيكم أصدقَ التعزية باسمي، وباسم وزير التربية والتعليم ، المدير العامّ والسكرتارية التربوية، ومدير المعارف العربيّة ، ومديرة اللواء، والأمانة العامّة كافّة مدارسنا الكنسيّة المسيحيّة
رحمه الله وعزّاكم
رحمه الله ووهبكم الصبر والسلوان
رحمه الله وأحاطكم بالرعاية والثقة والإيمان
مع خالص تعازينا القلبية
الشماس جريس منصور
مفتش العام للمدارس الكنسية المسيحية في البلاد.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم
تعليقات