في ابتعادنا عن الحلال // سهيل عطاالله
عندما نحب تنتابنا مشاعر عجيبة غريبة.. في محراب الحب نعيش تنوعا وتعددية.. كل واحد يحب على هواه ويهوى بدافع يختلف عن سواه!!
تدفعنا أمواج العشق فيذهب كل واحد في اتجاه.. في أعماق أذهاننا وأفئدتنا تتقاذفنا دوافع من النرجسية وحب الاستئثار وشهوات التملك!!
ثمة من يرى في الحب وليمة جنسية حيث ينهشه شبق اللذة.. هذا النمط من العشاق يحلو لهم عشق الفسق طالما هنالك حياة!!
"من الحب ما قتل" فالشاعر الأموي (وضاح اليمن) تشبب بأم البنين – زوجة الوليد بن عبد الملك، فأمر الوليد بدفنه حيا مع أن الوأد في تاريخنا القاتم من نصيب ذوات نون النسوة!!
أما "ديك الجن" ذلك الشاعر الشعوبي الذي بلغ به العشق مبلغ الجنون والهوس فقد أحرق حبيبته وصنع من طين رمادها كأسا ليشرب بها النبيذ!!
هنالك من يرغب إبقاء الحب خارج دائرة الزواج مناصرا ومشايعا الشاعر الإنجليزي بايرون الذي قال: "إن حُبا يؤدي الى الزواج مثله مثل نبيذ يتحول الى خل!" على ضوء هذا المفهوم نرى جماعة من الناس تهرب وتتهرب من مؤسسة الزواج لتمارس الحرام! الهاربون من هذه المؤسسة يعتقدون أن حُبا يتنامى في دائرة الحلال يكون أقل متعة من حب يتنامى في دائرة الحرام!!
في هذا السياق تمر في ذاكرتي صورة الفرزدق: الشاعر الفاسق الذي لم يستح عندما قال لزوجته نوار:
"أنت أجمل.. لكن الحرام ألذ من الحلال".
في ابتعادنا عن الحلال وأصول الشرع والأخلاق يفتك بنا حُبٌّ اسمه حُب المصلحة ومنفعة الذات واحتراف الشهوات!! لأجل عيون المصلحة نسلك سُبلا وعرة تزدان بالنزوات.. سُبلا تأخذنا بعيدا عن الاستقامة والشرف لنرتمي في أحضان الحرام!! المرتمون في أحضان الحرام هم عبدة شياطين.. هم خطر على ذواتهم ومجتمعاتنا.
مرحى لحاملي ألوية الوفاء!!
ألوفي لأهل بيته وفيٌّ لمجتمعه.. لعشيرته ولوطنه.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم
تعليقات