البطريرك ميشيل صباح في لقاء مجتمعي في شفاعمرو
البطريرك ميشيل صباح في لقاء مجتمعي في شفاعمرو: لا يمكن أن نطمئن أنفسنا ونكتفي بالقول أننا النموذج، بل علينا عيش المحبة وتعليمها ونقلها لأجيالنا كمنهاج عمل
** غبطة البطريرك والمطران عطالله حنا يحلان ضيفين على رجل المجتمع والاصلاح الشفاعمري ابراهيم نعوم بحضور العشرات من الشخصيات الدينية والمجتمعية
قال غبطة البطريرك ميشيل صباح، في لقاء مجتمعي في شفاعمرو أقيم أمس الاثنين أن " رسالة المحبة موجودة في كل الأديان، وهي جوهر الديانة التي تتلخص في عبادة الله، ومن يعبد الله يحترم كل خلق الله، فالله لا يميز بين خلائقه. ان صحة العلامة في الممارسة والاخلاص للدين هي محبة الانسان. من أحب كل انسان يعبد الله ومن فرق بين الانسان والايذاء له، انما يسيء الى خالق الانسان ولا يعبد الله."
وأضاف غبطته: " في علاقاتنا اليومية وحتى السياسية يجب أن تسود المحبة، مع أن السياسيين لا يعترفون بمقياس المحبة، فالسياسة العالمية التي نعيشها تهدف الى دمار المنطقة والانسان فيها، كما نرى في دول الجوار، حيث تم قتل الانسان من كل المذاهب والديانات. نحن نصلي من أجل السياسيين كي يتحولوا الى انسان، ويروا في كل خصم انسانا."
ونوه غبطة البطريرك ميشيل صباح الى أن " الأخوة التي تجمعنا هنا بحاجة الى أن تنزل الى الشارع، القاعدة ليست على نفس الأخوة الموجودة هنا كما نعيشها نحن، لا يمكن أن نطمئن أنفسنا ونكتفي بالقول أننا النموذج، علينا أن ننشيء القاعدة التي تجمعنا نحن أبناء الديانات، هو جهد صعب لأن الواقع يخالفنا، لذا رسالتنا أن نعيش المحبة ونعلمها وننقلها لأجيالنا كمنهاج عمل."
وكان غبطة البطريرك ميشيل صباح الكلي الوقار، قد حلّ ضيفا على منزل رجل المجتمع والاصلاح السيد ابراهيم نعوم ( أبو مبدى) في شفاعمرو، والى جانبه سيادة المطران عطالله حنا وقدس الأب حنا كلداني، القائم بأعمال النائب البطريركي للاتين في الناصرة، وكهنة كنائس شفاعمرو الآباء: اندراوس بحوث، ايلي كرزم وفؤاد داغر.
وكان في استقبال غبطته والوفد عدد من رجال الدين المسلمين والدروز ورئيس بلدية شفاعمرو ورئيس لجنة المتابعة العليا ورئيس اللجنة القطرية للسلطات المحلية العربية ورؤساء هيئات مجتمعية وعدد كبير من رجالات المجتمع والثقافة والعشرات من الأهالي من أبناء شفاعمرو من مختلف الطوائف ومن قرى وبلدات في الجليل.
في بداية اللقاء رحب المضيف أبو مبدى نعوم بضيفه الكبير واعتبر هذا اليوم مميزا وثمن عاليا هذه الزيارة، شاكرا غبطة البطريرك وسيادة المطران على تلبية دعوته ومثمنا تواجد العشرات في هذا اللقاء الهام، قائلا: هذا شرف لنا في شفاعمرو وليس لبيتي فحسب، بل لكل بيوت أهالي شفاعمرو.
بعد ذلك تسلم الكاتب زياد شليوط مهمة ادارة اللقاء فاستعرض نشاط أبا مبدى على مدار سنوات ومواقفه الوطنية، بعدها أشار الى أن موعد الزيارة يتزامن مع احتفال غبطة البطريرك بالعام الثلاثين لرسامته بطريركا على القدس كأول بطريرك عربي فلسطيني يتولى هذا المنصب في البطريركية اللاتينية في القدس.
وتوالت كلمات الترحيب والاشادة بغبطة البطريرك ميشيل صباح على مواقفه ومسيرته ودوره في الحوار وترسيخ العيش المشترك، وشارك في الكلمات كل من الشيخ يوسف أبو عبيد، امام الطائفة الدرزية في شفاعمرو والسيد أمين عنبتاوي، رئيس بلدية شفاعمرو والسيد مازن غنايم، رئيس بلدية سخنين ورئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية والسيد أبو الأمين كعبية، مختار عشيرة الكعبية والشيخ فواز حسين من حرفيش والسيد جلال نعوم والسيد محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية.
وتحدث سيادة المطران عطالله حنا، فقال في كلمته: " نؤكد لمن يسعى لاقامة أسوار وهمية تفصلنا عن بعضنا البعض، أننا متواجدون هنا في شفاعمرو كما أننا في القدس وسائر أرجاء هذه الأرض المقدسة، كي نحول الأسوار الوهمية الى جسور محبة وأخوة بيننا جميعا كأبناء شعب واحد ولأرضنا المقدسة."
وأضاف سيادته: " رسالة العيد واحدة رسالة المولود في المغارة، يعلم الناس المحبة والخير والمصالحة والرحمة والتفاني في خدمة الانسانية ونحن كمسيحيين فلسطينيين نؤكد تشبثنا برسالة المخلص والتصاقنا بهذه الأرض. هناك من يتحدثون عنا كأقليات مختلفة، نحن موجودن هنا ولسنا أقليات في أوطاننا، انما نحن من مكونات لشعب واحد وان تعددت انتماءاتنا الدينية أو المذهبية."
وتابع سيادة المطران عطالله حنا: " ندعو لكم جميعا أن تكونوا معا. أعداؤنا لا يريدوننا معا. هم يراهنون على انقسامنا، ونحن مطالبون أن نكون جسدا واحدا متراصا كي ندافع عن وجودنا، هويتنا، أصالتنا، وبشكل خاص عن القدس المستهدفة بتاريخها وهويتها ومقدساتها، وفي انسانها. جئنا لنقول لكم أن الفلسطيني في القدس لن يتحول لضيف في مدينته، نحن أبناء الأرض والقضية والقدس ستبقى عربية فلسطينية."
وفي كلمته الختامية أوضح غبطة البطريرك ميشيل صباح الى أنه " ذكرت هنا آية للسيد المسيح من ضربك على خدك الأيمن أدر له الآخر. معنى هذا أن يكون المؤمن بالمسيح مستعدا للمحبة وليس مستعدا للضرب، لأن السيد المسيح نفسه ليلة موته، مثل أمام رئيس الكهنة قيافا الذي صفعه، لكن المسيح لم يدر له خده الآخر بل أوقفه وسأله لماذا تضربني؟ ودليل ذلك كن مستعدا للمحبة والمسامحة وليس لقبول الظلم والاعتداء. من اعتدى عليك أوقف اعتداءه سواء على مستوى فردي أو عام."
بعد ذلك قدم المضيف ابراهيم نعوم هدية رمزية لرجال الدين عبارة عن عباءات عربية، كما قدم له غبطة البطريرك هدية رمزية. ومن ثم انتقل الجميع الى تناول طعام الغداء على مائدة المضيف العامرة.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم
تعليقات