ابو كرامة يُكرمُ الوطن // سهيل عطاالله

 

صورٌ تجعل الماضي حاضرا.. صورٌ ترسم واقعا عصيّا على النسيان.. صورٌ بمثابة منصات تواصل مع ماضٍ يتدفق واقعا عاشه الآباء والأجداد وتعيشه اليوم أجيالنا في هذه الأوطان.
صورٌ تحكي تاريخ البلد والجد والولد.
في الكتاب حكايات فلسطينية.. حكايات التراب والتراث والهوية.. من عطر هذه الحكايات تتضوع روائح العيش في مهد الخيرات والرسالات..
ماضٍ تتدفق ينابيعه ماءًا زُلالا سلسبيلا كجرار الماء التي امتلكها إيليا النبي.. كلما أفرغناها كلما امتلأت من جديد!!
في هذه الصور يمتطي التاريخ حصانه الفلسطيني وفي صهيله نسمع قصص الأهل وقصص التضاريس في السهول والحقول والتلال والجبال.. في المجالس والمدارس وفي تجمعات الافراح والاتراح.. قصصا تنبض بخفقان القلوب العامرة بالدفء والحياة!!
هذه الصور جاءتني في كتاب جميل من إعداد الصديق الطيب سليم نبهان شحادة.. أهداني مشكورا كتابه شاهدا على انتمائه الوطني وتكريمه واجلاله لأهل بلده. إنه رجلٌ.. يمتلك الكرامة الكفرساوية وهو الذي أسمى نجله البكر الوحيد (كرامة).
من يقف على منصات هذا الكتاب يجد أن سليما يجابه من يحاول محو وطمس فلسطيننا أرضا وتاريخا وهوية.
صور الكتاب بمجملها ما هي إلا صور البقاء والثبات وصور الجذور المتجذرة في تراب الوطن!! يا حبذا لو حذا حذو سليم ناشط اجتماعي في كل بلد من بلادنا كي تبقى جذورنا متماسكة خضراء يانعة في ربوع الوطن وميادينه.
تحية اجلال لأبي كرامة لتوثيقه ماضي وحاضر الأهل في كفرياسيف وعلى امتداد التراب الفلسطيني.
أرجو أن تزدان مكتبة كل بيت بموسوعة هذه الصور.. كي يبقى ماضي بلادنا واقعا حاضرا في أذهاننا وذاكرتنا.
طيب الله ثرى الصديق الأديب سلمان ناطور حارس الذاكرة وسادنها الذي قال:
"إن فقدنا الذاكرة أكلتنا الضباع".

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم