نشرت صحيفة "الدياريو" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن المخاطر التي تنطوي على فرك العينين.

وقالت الصحيفة، في تقريرها ؛ إن فرك العينين سلوك طبيعي يحفزه الشعور بالنعاس أو الإجهاد أو عند دخول جسم غريب للعين. وبعد قضاء عدة ساعات في استخدام جهاز الحاسوب أو الهاتف المحمول أو الجهاز اللوحي، تجتاحنا رغبة ملحة في فرك أعيننا. ويعود ذلك إلى أن الجلوس لفترة طويلة أمام الشاشات يقلل من وتيرة طرْف العين ومن ترطيبها، مما يولد إحساسا بالجفاف والتهيج.

 

وذكرت أن الأشخاص الذين يعانون من متلازمة جفاف العين، وهو مرض يصيب سطح العين ويولد حكة وإحساسا بوجود جسم غريب، غالبا ما يميلون إلى فرك أعينهم أيضا. ويلجأ البعض إلى فرك العينين باعتبارها "تقنية" كلاسيكية لمحاولة استخراج أي عنصر غريب دخل إليها، وكذلك للحد من الحكة التي تسببها الحساسية أو أكزيما الجفن.

لماذا نشعر بالراحة عند فرك أعيننا؟

مهما كان السبب، يساعد فرك العينين على الشعور براحة فورية وإن كانت مؤقتة؛ لأنه يحفز إنتاج الدموع التي تعمل على ترطيب العين وتنظيفها. بهذه الطريقة، يقل الإحساس بالحكة والجفاف والتهيج أو يختفي، ويسهل إزالة أي جسم غريب دخل العين.

كما أن الضغط على مقلة العين يؤدي إلى انخفاض معدل ضربات القلب فيما يُعرف بـ "منعكس العين القلبي"، وهو ما يساهم في الاسترخاء في حال كان الشخص يعاني من التوتر. ولكن هذه العادة لها عواقب وخيمة على صحة العينين، من بينها:

اختراق البكتيريا للعين

أشارت الصحيفة إلى أن فرك العينين ينطوي على وضع الأصابع وأحيانا مفاصل الأصابع في اتصال مباشر مع مقلة العين. وحتى لو غسل الشخص يديه، فإن هذه الحركة يمكن أن تؤدي إلى اختراق عدد كبير من البكتيريا نسيج العين الحساس.

وقد ينتج عن هذه البكتيريا عدوى مثل التهاب الملتحمة (الغشاء الشفاف الذي يغطي العين)، والتهاب القرنية، والتهاب الجفن أو شحاذ الجفن (أي ظهور كتل مؤلمة على حافة الجفن).

تضرر سطح العين

إذا دخل جسم غريب عينك، فإن رد الفعل الطبيعي هو فركها أو الضغط عليها، ولكن هذا بالضبط ما يجب تجنبه. فعند فرك العين، يمكن للجسم الغريب أن "يخدش" القرنية أو يتلفها، وينتج عن ذلك عدوى أو قرحة القرنية أو مشاكل أخرى تؤثر على الرؤية. في هذه الحالة، تنصح مدونة معهد فيرنانديز فيغا لطب العيون بمحاولة إخراج أي جسم غريب يدخل العين من خلال طرْف العين أو ترك ذلك للدموع.

وإذا لم يحدث ذلك، فحاول استخراجه بنفسك بعد تعقيم يديك تماما. وإذا لم يكن ذلك ممكنا، فاستشر أخصائيّا.

نزيف في العين

حذّرت الصحيفة من أن الضغط على العينين عند فركها يمكن أن يؤدي إلى تمزق أحد أو عدة شعيرات دموية داخلها، ما يتسبب في حدوث الانصباب العيني (الذي يسمى أيضا النزيف تحت الملتحمة)، الذي يكون عبارة عن بقعة حمراء كبيرة إلى حد ما تظهر على الجزء السفلي من العين؛ أي على السطح الأبيض للقرنية. ووفقا لطبيب العيون سلفادور نيبرو: "لا يعد الانصباب حالة خطرة؛ لأن العين تمتص هذه الكمية الصغيرة من الدم، ولا يؤثر على الرؤية".

ترهل جلد المنطقة المحيطة بالعينين

أوردت الصحيفة أن جلد المنطقة المحيطة بالعينين يكون رقيقا جدا وحساسا. لهذا السبب، تكون هذه المنطقة من أكثر المناطق تأثرا بالشيخوخة مقارنة ببقية الجسم. وفرك عينيك كثيرا يُسرّع هذه العملية ويؤدي إلى ظهور الأكياس والهالات السوداء والتجاعيد حولها.

كما أن عادة فرك العينين تزيد من ظهور مشاكل مثل تدلي الجفون، وهي حالة تتطلب جراحة. هذا بالإضافة إلى إكزيما الجفن (وهي عبارة عن التهاب جلد الجفن، الذي يؤدي إلى أعراض من قبيل حدوث حكة، تمزق، التهاب، جفاف).

خطر الإصابة بالقرنية المخروطية

تتمثل القرنية المخروطية في فقدان القرنية لشكلها الطبيعي البيضاوي. لا تزال الأسباب الدقيقة لهذه المشكلة غير معروفة، رغم الاشتباه في وجود مكون وراثي. وهناك إجماع على أن فرك العينين يمكن أن يسرع من الضرر في مثل هذه الحالات؛ لأن الضغط الناتج عنه يمكن أن يتسبب في تشوه
القرنية.

يتم تشخيص هذا المرض بشكل رئيسي عند الأطفال والمراهقين الذين يعانون من الحساسية التي تسبب الحكة في منطقة العين. في هذه الحالة، من الضروري التأكد من تجنب فرك العينين؛ لأن القرنية المخروطية تؤثر على الرؤية، وفي كثير من الحالات لا يمكن علاجها إلا عن طريق زرع قرنية جديدة.

توصيات لتجنب فرك عينيك

نبهت الصحيفة الأشخاص الذين يعانون من الجلوكوما من تجنب فرك عيونهم قدر الإمكان؛ لأنهم قد يضرون بالعصب البصري والرؤية بأكملها، كما هو الحال بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من قصر النظر الذين يزداد لديهم خطر الإصابة بانفصال الشبكية. كما يتعين على الأشخاص الذين خضعوا مؤخرا لعملية جراحية في العين (للجلوكوما وإعتام عدسة العين وجراحة الجفن وتقنية الليزك وما إلى ذلك)، تجنب فرك عيونهم تحت أي ظرف من الظروف.

ماذا تفعل عندما تشعر بالرغبة في فرك عينيك؟


بشكل عام، يوصي الخبراء بـ:


إغلاق العينين أو فتحها استجابة للإحساس بالحكة والجفاف والتهيج وما إلى ذلك.

إذا كان عملك يقتضي قضاء فترات طويلة أمام الشاشات، خذ فترات راحة وحاول الابتعاد عنها عندما تشعر بإرهاق بصري.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم